فلسطين تطل برأسها من جديد رغم كل جهود التصهين وعمليات غسل الدماغ لجعل التطبيع واقعا نعيشه، بينما يظن البعض أن ملف قضية فلسطين تم طيه وإغلاقه.
أمور جديدة حدثت وتحدث جعلت الأمور مختلفة هذه المرة، أبرزها باختصار هو التأييد الدولي للموقف الفلسطيني، ومداخلات العديد من أعضاء الكونغرس الأميركي، وعلى رأسهم رشيدة طليب الأميركية من أصل فلسطيني.
والأهم من مواقف أعضاء الكونغرس، ردة الفعل الشعبية العربية والإسلامية التي جاءت لتنفيس الغضب الكامن في النفوس، بعد استفزازات المتصهينين، وها نحن نرى تجمعاً هنا وتظاهرة هناك من الشعوب العربية تندد بالاحتلال، ومحاولات متعددة من البعض لاقتحام الحدود والتسلل لنصرة أهل فلسطين والأقصى وغزة من الحدود الأردنية واللبنانية.
أدرك أنه لولا السطوة الأمنية في بعض الدول الشقيقة لشاهدنا مئات التحركات والفعاليات الشعبية الداعمة للحق الفلسطيني.
ومن الأمور المهمة في ساحة المعركة هذه المرة هو التحرك المفاجئ والجدي من عرب 48 الذين هزوا الجبهة الداخلية الصهيونية في مناطق الداخل، وأربكت قوى أمن وجيش العدو وأثبتت فشل استخباراته.
كما أن هناك استثمارا رائعا لوسائل التواصل الاجتماعي عبر إنشاء منصات دائمة ونشطة ومتفاعلة، وجودة في التعامل مع وسائل الإعلام والمراسلين على أرض المعركة، والنقل الحي والمباشر من على وسائل التواصل الاجتماعي عيشت المسلمين والعرب في الصورة الحقيقية لما يحدث في الداخل.
كما أن هناك عملا جبارا من خلال استخدام سلاح الكلمة عبر ترجمة كل ما يحدث للغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية وغيرها.
ولكن ما صنع الحدث الواقعي وهو التطور الملحوظ في سلاح المقاومة التي طالت يداها كل محافظات ومدن ومستوطنات الصهاينة من الشمال إلى الجنوب، وصرنا نسمع عن مناطق جديدة، هذا وهم محاصرون يصنعون الذل لجيش الصهاينة ويصنعون صواريخ وصل مداها إلى 250 كيلومترا لتنكشف كل الأراضي المحتلة أمام قصف المقاومة المباركة. باختصار الصمود الفلسطيني هو بمنزلة الضمير الذي يذكرنا بكرامة الأمة العربية والإسلامية المفقودة.
ويتساءل أحدهم عن المطلوب من الشعوب العربية والإسلامية الآن؟ المطلوب هو الدعاء للمرابطين الذين يدافعون عن أقصانا، وأن يحفظهم الله ويسدد رميهم وينصرهم ويرحم الشهداء ويشفي الجرحى.
كما يجب أن ننتصر لهم بدعمهم على الأرض من خلال إعلاء كلمة الحق ودحض افتراءات وأكاذيب الصهاينة، ويجب أن نعيش قضية فلسطين في حياتنا ونعلمها لأطفالنا، ونخبرهم عن فضل المسجد الأقصى، ونحدثهم عن الاحتلال وجرائمه، ونكشف لهم أكاذيب الصهاينة وإفلاس داعميهم.
وفي الختام، أشكر الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر الكويتي على جهودهم وفتح باب التبرعات لنصرة أهلنا في الأراضي المحتلة.
فلسطين قضية حية، قد تمرض ولكن لن تموت مهما فعل الصهاينة وأذنابهم.
[email protected]