مع استمرار جائحة فيروس كورونا، ودخولها عامها الثاني، يبدو أن التداعيات ستبقى مسيطرة على المشهد العام في 2021. ومن المتوقع أن تشهد بيئة العمل تبدلات على مستوى خفض الكوادر الوظيفية، أو على مستوى تغيير النمط المعتمد في عقود العمل.
ومن التحديات التي فرضتها أيضا أزمة فيروس كورونا، والتي من المتوقع أن تستمر في العام 2021، خسارة الكثير من العمال وظائفهم. ومن المتوقع، بحسب تقرير صادر عن مركز الدراسات «Modern Diplomacy»، أن سلة من الوظائف ستكون مهددة في العام 2021، ومن المرجح أن تختفي تدريجيا بعد استبدالها بالتكنولوجيا الحديثة.
هذه الصورة القاتمة بالنسبة إلى مستقبل العمل والوظائف ليست حتمية أو مطلقة، بل على العكس، فهناك فئة أخرى ستستفيد من الوباء في العام 2021. ومن أبرز الوظائف التي ستتأثر سلبا في 2021 الطهاة وعمال المقاهي ومن المتوقع أن تحل الروبوتات تدريجيا مكان هذه الفئة من العمال، بحيث يتم استبدال الطاهي والنادل وموظف الاستقبال بروبوتات مبرمجة للقيام بهذه المهام مستقبلا، منعا لحدوث انتشار للفيروسات.
وهناك وظائف موظفو المصارف يتوقع أن يكون كل من الصرافين وموظفي البنوك في أعلى قائمة الأشخاص الذين سيفقدون وظائفهم في 2021، لعوامل عديدة، أبرزها أن تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد، والتي قيدت ولا تزال تقيد حتى الآن الإجراءات المالية العالمية، تضعف من حركة الصيرفة عالميا. وهناك وكلاء السفر حيث فرض فيروس كورونا ضوابط جديدة على عمليات الانتقال من مكان إلى آخر، ولم تعد إجراءات السفر بسيطة ويسيرة كما كانت في السابق، ومع دخول السلالة الجديدة، توقفت حركة السفر في العديد من الدول من جديد، الأمر الذي ستكون له تداعيات على وكالات السفر وموظفيها، وعلى عمال شركات الطيران.
وهناك موظفو المبيعات، فمن المتوقع أن يفقد الملايين من موظفي المبيعات أعمالهم في العام 2021 نتيجة الإقفال، حتى أن تقرير مركز «موديرن ديبلوماسي» للدراسات يرجح أن يتم استبدال عمال المبيعات، سواء في المحال التجارية أو المولات، أو عمال مبيعات الخدمات، وعمال التسويق، بروبوتات متطورة، لأن الأخيرة باتت مدربة بشكل كبير للقيام بوظائف بشرية، كما أنه من غير المتحمل أن تكون ناقلة للفيروسات كالبشر.
وعلى عكس فقدان أصحاب هذه المهن وظائفهم، فإنه من المتوقع أن تشهد وظائف أخرى نموا في العام 2021، حيث يلعب الوباء دورا في زيادة الطلب عليها، ومن أبرزها: هيئات الرعاية الصحية: توسع نطاق عمل موظفي الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم بعد انتشار الوباء. وباتت هناك حاجة كبيرة إلى أطباء وممرضين في جميع أنحاء العالم مع تزايد عدد الإصابات.
وبحسب منظمة الصحة، سيزداد الطلب على عمال الرعاية الصحية، خاصة في الدول الفقيرة والدول التي تعاني من ارتفاع كبير بالإصابات بنسبة 20%، في العام 2021.
وهناك الصحافيون والكتاب والمراسلون: خلال الأزمات تزداد الحاجة إلى الكتاب والمراسلين والصحافيين لتغطية الأخبار ونشرها، ومع انتشار الفيروس، فإن الحاجة إلى نشر الأخبار والمعلومات الدقيقة الطبية والصحية، وتغطية مناطق تفشي الوباء، سترتفع تدريجيا، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يزداد الطلب على الصحافيين في جميع أنحاء العالم لتغطية الأخبار.
وكذلك المعالجون النفسيون: تسبب فيروس كورونا في حصول أزمة صحية نفسية كبيرة، نتيجة الضغوط الاقتصادية، وفقدان الوظائف، والإغلاق، وفقدان الأحبة والأصدقاء والأهل. وفي ظل استمرار الوباء وارتفاع حالات الاكتئاب، فإن الحاجة الى أطباء نفسيين ومعالجين للصحة العقلية ستبدو أكبر.
[email protected]