نشاهد هذه الأيام مشاهد مؤلمة لما يحدث في فلسطين المحتلة من التدمير والتهجير من المنازل واقتحامها وسط صراخ النساء والأطفال وقهر الرجال.
نشاهد نحيب النساء ومشاهد الرعب الذي يدب في قلوبهم من هجوم المعتدين على منازلهم، ونشاهد بكاء الأطفال وترويعهم، وتدمير المباني على الأسر الفلسطينية، والاعتداء على الجميع دون تفرقة بين كبار أو صغار أو نساء، في مقابل ملاحم الصبر ورباطة الجأش عند الصامدين الفلسطينيين لدى فقدهم فلذات أكبادهم.
نشاهد كل تلك المشاهد ونتألم ويتملكنا القهر وحرقة القلب، فمشاعر الإحساس نعمة من النعم التي أكرم الله بها الإنسان، ومن تنعدم لديه تلك المشاعر، فقد جزءا من إنسانيته ومروءته.
ما يحدث في الأراضي المحتلة شاهد تاريخي على خذلان الصهاينة ومن يدعمونهم أو يؤيدونهم، ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم، وهم يشاهدون موقف عضوة من أعضاء الكونغرس وهي تدافع عن فلسطين والقضية الفلسطينية، في حين هب آخرون لمهاجمة المقاومة الفلسطينية ومطالبتها بالسلام والتطبيع مع المحتل؟!
هؤلاء الصهاينة يختزلون المقاومة وتحرير المسجد الأقصى في «حماس»، رغم أن قضية القدس والأقصى لكل الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
ألا يخجل هؤلاء من الهجوم على حماس وأفعالها، في حين يصمتون صمت القبور عن جرائم العدو المحتل على الأراضي الفلسطينية وحي الشيخ جراح خير شاهد على وحشيتهم وغدرهم، لذلك أتساءل وأنا أقرأ أو أسمع أو أرى مواقف الداعمين للصهاينة ومؤيديهم: ألا تخجلكم كل هذه المشاهد؟!
كلما اقترب النصر بإذن الله اقترب دخول هؤلاء المتصهينين لمزبلة التاريخ من أوسع أبوابه... فالعار والخزي بالتأكيد سيكونان مصير كل من باع فلسطين والقدس والأقصى.
ورغم كل مشاعر الأسى بسبب الاعتداءات الوحشية على الفلسطينيين، إلا أن هناك ما يسعد القلب ويفرحه، وهو أن القضية الفلسطينية مازالت حية في قلوب وعقول الشعوب العربية والإسلامية، ولله الحمد، ويوما بعد يوم ينكشف هذا النظام المحتل عالميا.
نملك اليوم وسائل كثيرة للدفاع عن المسجد الأقصى، فالإلحاح بالدعاء، والتبرع لدعم الفلسطينيين، والدعم الإعلامي والمشاركة الفعالة لنصرة هذه القضية في وسائل التواصل الاجتماعي.
والأهم من ذلك كله تربية أبنائنا على حب المسجد الأقصى والاستعداد للدفاع عنه، لنخرج جيلا لا يقبل إلا بالصلاة في المسجد الأقصى.
وختاما، أدعو المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف إنسانية لوقف الإرهاب الصهيوني المحتل على الأراضي الفلسطينية، وأدعو الأنظمة الإسلامية والعربية للاتحاد والتكاتف والتعاضد في مواجهة الاحتلال الصهيوني، والسعي الجاد والحقيقي لتحرير المسجد الأقصى، ليكون شاهدا لهم لا عليهم يوم القيامة.
[email protected]
Al_Derbass@