قال تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني ان التوقعات المستقبلية مازالت تشير إلى أن نمو الائتمان سيكون في حدود 4 - 5% تقريبا في 2021.
كما من المتوقع أن يؤدي تأجيل سداد مدفوعات أقساط القروض الشخصية لمدة ستة أشهر، مع بقاء كافة المتغيرات الأخرى دون تغيير، إلى زيادة تعزيز صافي نمو الائتمان الشخصي، نظرا لما لذلك من تأثير في إبقاء تسجيل القروض لفترة أطول في ميزانيات البنوك.
وأشار التقرير إلى أن تحسن البيئة التشغيلية، بما في ذلك التطورات الإيجابية على صعيد التصدي للجائحة سيساهم في تعزيز نمو الائتمان المقدم لقطاع الأعمال، وذلك على الرغم من أن التراجع المتوقع لتمويل رأس المال العامل في حالة الطوارئ (وهي ظاهرة شهدناها بقوة في 2020 نظرا للجائحة) قد يمثل عبئا على النمو.
وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن إقرار قانون «ضمان التمويل» للشركات الصغيرة والمتوسطة يعد من الأمور الايجابية، إلا أنه من غير المتوقع أن يكون له تأثيرا جوهريا على إجمالي معدل نمو الائتمان نظرا لصغر حجمه (بحد أقصى 500 مليون دينار)، بما يمثل 1.2% فقط من إجمالي الائتمان المحلي بنهاية مارس الماضي.
وأخيرا، وفي إطار جهود بنك الكويت المركزي لدعم وتعزيز اداء البنوك ومساندة تعافي الاقتصادي بصفة عامة، قام بتمديد تدابيره التيسيرية لكفاية رأس المال ومعايير السيولة لمدة ستة أشهر إضافية (حتى نهاية يونيو 2021).
أداء ضعيف
وأضاف أن الائتمان المحلي بدأ العام بأداء ضعيف نسبيا، إذ ارتفع بنسبة 1% على أساس ربعي وبنحو 2.8% على أساس سنوي في مارس الماضي. وكان الائتمان الشخصي هو المحرك الرئيسي للنمو، للربع الثالث على التوالي، في حين ظل الائتمان المقدم لقطاع الأعمال ضعيفا. واستمرت حالة عدم اليقين والاضطرابات المرتبطة بالجائحة في الضغط على الإقراض التجاري.
وبالإضافة إلى ذلك، كانت قد ساهمت خطوط الائتمان الطارئ في دعم الإقراض التجاري خلال العام الماضي، ويعتقد أنها تلعب دورا أقل أهمية هذا العام.
ومن جهة أخرى، يساهم أيضا استمرار ارتفاع الطلب ومرونة التقييمات في قطاع العقارات السكنية بالإضافة إلى قوة الإنفاق الاستهلاكي في دعم نمو إقراض الأفراد، الذي لامس أعلى مستوياته في عدة سنوات.
خطوط الائتمان الطارئ
ولفت الى أن نمو الائتمان المقدم لقطاع الاعمال بلغ 0.6% فقط على أساس سنوي بنهاية مارس 2021، متأثرا بتزايد معدلات النمو التي شهدها في مارس من العام الماضي والذي كان مدفوعا على الأرجح باستغلال خطوط الائتمان الطارئ في بداية ظهور الجائحة. إلا أن النمو كان مرنا في بعض القطاعات، مثل الصناعة (+ 3.4% على أساس سنوي) والنفط/ الغاز (+ 3.2%). ومن جهة أخرى، ظل الائتمان المقدم للقطاع التجاري ضعيفا وذلك منذ منتصف 2020، إذ انخفض بنسبة 7.6% على أساس سنوي حتى مارس. وفي المقابل، ارتفع الائتمان المقدم للقطاع العقاري، صاحب الوزن النسبي الكبير ضمن القطاع، بنسبة 2% ليشكل حوالي 43% من إجمالي القروض المقدمة لقطاع الأعمال بنهاية الربع الأول من 2021.
القروض السكنية
كما ظل ائتمان الأفراد قويا في الربع الأول من 2021، بتسجيله نموا سنويا بنسبة 8.1% حتى مارس، فيما يعد أعلى معدل نمو سنوي يسجله في أربع سنوات ونصف. ويعزى تسارع وتيرة النمو لأداء القروض السكنية القوي والتي زادت بنسبة 8.7%.
في المقابل، لم تشهد القروض الاستهلاكية تغيرا يذكر في الربع الأول من 2021، وتراجع معدل النمو السنوي لهذا القطاع إلى 8.9%، متأثرا على الأرجح بتراجع أعداد الوافدين.
كما ساهم الائتمان لشراء الأوراق المالية في تعزيز معدل النمو الإجمالي في الربع الأول من 2021، في ظل تسجيله لأعلى وتيرة نمو على أساس ربع سنوي في عام ونصف. ومن جهة أخرى، استمر تقليص مديونية المؤسسات المالية غير المصرفية في الربع الأول من 2021 في ظل انخفاض الائتمان المقدم لهذا القطاع 16% على أساس سنوي.
من جهة أخرى، اتبع معدل عرض النقد بمفهومه الواسع (ن2) نفس خطى ودائع القطاع الخاص بصفة عامة، وسجل نموا بنسبة 1.9% على أساس سنوي.
ودائع القطاع الخاص
وقابل الأداء الضعيف للودائع المحلية حتى الآن هذا العام ارتفاع ودائع غير المقيمين، والتي زادت بنسبة 7.2% على أساس ربع سنوي، في حين ارتفعت نسبة القروض إلى الودائع لدى البنوك إلى 90% بنهاية الربع الأول من 2021 مقابل 87% بنهاية 2020. وتوقع التقرير أن يساهم تأجيل سداد مدفوعات أقساط القروض الشخصية في توفير بعض الدعم لنمو ودائع القطاع الخاص في المستقبل.
ضعف نمو الودائع في الربع الأول
أشار تقرير «الوطني» إلى استمرار تباطؤ وتيرة نمو الودائع المحلية (+1% على أساس سنوي) على خلفية الأداء الضعيف لكل من ودائع القطاع الخاص والودائع الحكومية. إذ انخفضت ودائع القطاع الخاص (-2%) للربع الثاني على التوالي، مما أثر سلبا على معدل النمو السنوي الذي وصل إلى 1.9% فقط. كما كان أداء الودائع الحكومية أضعف، إذ انخفضت بنسبة 8.2% (655 مليون دينار) على أساس ربع سنوي، وهو الأمر الذي قد يكون مرتبطا بأزمة السيولة التي تواجهها الحكومة.
إلا انه وبالنظر إلى توزيع ودائع القطاع الخاص بالدينار الكويتي، نلحظ نظرة أكثر إشراقا للبنوك، حيث ارتفعت الودائع تحت الطلب وودائع الادخار بنحو 20% على أساس سنوي، في حين تراجعت الودائع لأجل، التي تعتبر أكثر تكلفة، بنسبة 9.5% على أساس سنوي، علما بأن الانخفاض الحاد في أسعار الفائدة وتأجيل مدفوعات أقساط القروض الشخصية خلال العام الماضي يعتبران من أهم العوامل التي ساهمت في تغيير توزيع ودائع القطاع الخاص.