لقد كانت لنا عدة مواقف دعم سياسي وشعبي للقضية الفلسطينية ولا ننسى الكثير من تلك المواقف التي شاركنا فيها بهذا الدعم بالكلمة والأفعال خاصة عام 1982 عندما سقطت بيروت العاصمة العربية آنذاك باجتياح قوات الصهاينة أرض لبنان العربي ودنست أرضه في اعتداء غاشم وسافر، وأحرقت الأخضر واليابس وطاردت المقاومة العربية اللبنانية والفلسطينية واستباحت كل شيء في محاولة منها لإركاع العرب والفلسطينيين واللبنانيين بالأخص.
الكويت كانت لها وقفة شامخة تجاه فلسطين ولبنان ولا ننسى عندما خرجت انتفاضة 1982 من مقر جمعية المعلمين وبتضامن جمعيات النفع العام قاطبة بمسيرة تضامنية مع الشعبين العربيين وكانت تلك المسيرة لها أثر كبير على ردة الفعل المباركة من شعبنا والمقيمين على أرض الكويت، حين وجهت الدعوة للمشاركة في نصرة لبنان وفلسطين بإقامة المعارض والأسواق الشعبية لجمع التبرعات والمساهمات من أجل نصرة الحق العربي آنذاك ولرفع معنويات المناضلين ودعمهم معنويا وماديا بمشاركة جهات رسمية كويتية ولبنانية وفلسطينية بهذا المشروع الخيري لدعم انتصار القضية المركزية العربية الأولى والتي كانت بيروت خط المواجهة الأولى وهي التي احتضنت أبطال المقاومة العربية الفلسطينية آنذاك للدفاع عن الوجود الشرعي لها على الأراضي العربية وانطلاقا منها.
الكويت كانت منطلقا لهذا الدعم والجهاد المعنوي للقضية العربية العادلة وستظل تحافظ على هذا النهج جيلا بعد جيل، ونقول لأجيالنا اليوم إن بلدكم أرض الأحرار هي دائما بالصفوف الأولى لنصرة كل القضايا العربية العادلة رسميا وشعبا والتاريخ شاهد وسيبقى يسجل تلك المواقف بأحرف من نور وذهب.
نعم، انتفاضة 1982 ستبقى شاهدا على أن الكويت سباقة في دعم العرب وقضيتهم الأولى حتى النصر ولن تتخاذل أو تتراجع عن موقفها المبدئي والثابت في نصرة الحق والشعب الفلسطيني والقدس العربي الشريف وأرض بيت المقدس الطاهر.
ستبقى الكويت إلى الأبد سباقة بنصرة فلسطين وأرضها وشعبها الأبي المناضل بالروح والجسد والنضال المشترك، ولن يتبدل هذا الموقف الكويتي العروبي الذي غرسته الكويت فينا قيادة وشعبا إلى الأبد بإذن الله أجيالا متعاقبة!