بدأت الاقتصادات المتقدمة كما في الولايات المتحدة واليابان وكوريا وبعض الدول الأوروبية بوضع خطط البحث والتطوير لتقنيات الجيل السادس، ويعتبر قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية نقطة ساخنة للمنافسة بين هذه الدول.
وتهدف تقنية G5 إلى إنشاء نظام حسي شامل يمكن من الوصول إلى المعلومات والأدوات بسهولة.
أما تقنيات الجيل السادس G6 فستساعد على بناء نظام عصبي إدراكي يدمج الذكاء الاصطناعي والإدراك اللاسلكي، بهدف تقديم استجابات ذكية، يدعمها في ذلك سرعة يتوقع أن تصل إلى 1 تيرابايت في الثانية، وهو مستوى غير مسبوق من السرعة، ما سيؤدي إلى زيادة أداء تطبيقات 5G إلى جانب توسيع نطاق القدرات لدعم التطبيقات الجديدة والمبتكرة بشكل متزايد عبر مجالات الإدراك اللاسلكي والاستشعار اللاسلكي والتصوير.
ومن حيث التنمية الاقتصادية، عززت تقنيات الجيل الثالث 3G التجارة الإلكترونية، بينما عززت 4G التجارة الإلكترونية والدفع عبر الهاتف المحمول. ويمثل بناء وتطبيق البنية التحتية 5G بداية التصنيع الذكي للشركات الصينية، ويوفر الأساس للتطور السريع للقطاع.
ويتحول المشغلون الرئيسيون بشكل تدريجي إلى استخدام تقنية الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم، ولكن يبدو أن أوروبا تركز حاليا على الانتقال إلى اعتماد تقنيات الجيل السادس وما ينطوي على ذلك من تحديات على مستوى السيادة الرقمية.
ففي عالم تحكمه تقنية الجيل السادس، يمكن ظهور أشكال جديدة من الترفيه. وإلى جانب الذكاء الاصطناعي، قد يكون لهذه التكنولوجيا تأثير على إدارة الموارد والتنوع البيولوجي والتنبؤ بالطقس وحتى على تغير المناخ.
هذا وتستعد شركة شركة «هواوي» الصينية لإطلاق شبكات الجيل السادس G6 بسرعات خارقة قبل بداية العام 2030 ولطالما كانت الاتصالات إحدى نقاط قوة «هواوي»، وتفوق تقنيتها للجيل الخامس 5G على منافسيها بشكل كبير، وقد احتلت الشركة أيضا زمام المبادرة في البحث والتطوير فيما يتعلق بشبكات الجيل السادس.
وقد أطلقت الصين في نوفمبر الماضي أول قمر صناعي لاختبار موجات شبكات الجيل السادس، كما تمتلك شركة هواوي مركز أبحاث في كندا متخصصا في G6.
وترى مراكز الدراسات والبحوث الاقتصادية، ملامح تنافس عالمي لا تسعى فقط إلى تحقيق مكاسب تجارية واقتصادية، وإنما تسعى إلى تحقيق قيادة مستقبلية للعالم من مدخل التكنولوجيا، وهو ما يأتي في ظل تنافس أميركي ـ صيني محتدم. إذ يشكل الصعود الصيني تحديا متزايدا للولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، سياسيا واقتصاديا وأيديولوجيا. وفي ظل عصر الرقمنة الذي ترتبط فيه القيادة بالتكنولوجيا، فإن التنافس على شبكات الجيل السادس قد يمثل «سباق تسلح» جديدا في سياق «حرب باردة» جديدة قيد التشكل، في ميدان التكنولوجيا.
وبقدر ما تطرح تقنيات G6 فرصا علمية واقتصادية وتكنولوجية تنعكس على مختلف القطاعات، إلا أنها تطرح ـ في الوقت ذاته ـ مخاطر سياسية وأمنية، سواء من منظور الخصوصية والقيم الديموقراطية، أو من منظور الأمن القومي.
[email protected]