- رئيسة الجلسة د.سلوى الجسار: الأسر لم تكن مستعدة مادياً وفنياً ومهارياً ودخول التكنولوجيا انعكست آثاره على قضية السلوك الرقمي «المواطنة الرقمية»
- د.طارق البكري: جائحة «كورونا» ألقت بثقلها على جميع مجالات الحياة دون استثناء وبرز اهتمام التربويين والأكاديميين والأدباء المتخصصين في الطفولة
- د.فاطمة الكبيسي: «كورونا» فرضت على الأسر دوراً ومهام كبيرة في تعليم أبنائهم ووظيفة أخرى للأسرة والأم المسؤولة عن متابعة تعليم أبنائها «عن بُعد»
- د.دلال البديوي: كثير من الممارسات انعكست على أدوار الأسرة خاصة في قضية الوعي كفحص الأخبار المتداولة عبر وسائل التكنولوجيا والرقابة الذاتية
- د.عصمت خورشيد: طفرة التكنولوجيا الرقمية جاءت بسبب انتشار «كوفيد - 19» فعجلت متطلبات التنمية المستدامة التي طالبت بها رؤية 2030
- د.شريفة الدريس: من إيجابيات «كورونا» جلوس الأسرة مع الأبناء والتقرب منهم ومساعدتهم في التعليم فقبل «كورونا» الطفل كان لديه صمت اختياري
آلاء خليفة
بالتعاون بين المنظمة الدولية لتمكين المرأة وجماعة ادب الطفل وجمعية غراس اقيم المؤتمر الثامن عشر «دور التكنولوجيا إبان جائحة كورونا في العلم والتعلم» وقد ترأست الجلسة الاستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة الكويت والنائب السابق في مجلس الأمة د.سلوى الجسار بمشاركة عدد من المتخصصين والاكاديميين فــي عـــدة دول عربيــة وخليجية وذلك عبر منصة «زووم».
وفي البداية اوضحت د.سلوى الجسار ان المنظمة الدولية لتمكين المراة وبناء القدرات منظمة اهلية غير ربحية مقرها الرئيسي في بريطانيا ولها مكتب اقليمي في الكويت وتضم مجموعة من المستشارين والخبراء من الدول العربية والخليجية، لافتة الى ان المنظمة لم تتوقف خلال الجائحة واستمرت بتنظيم العديد من المؤتمرات، حيث خصصت في كل شهر جلسة لمناقشة اهم القضايا التي تسلط الضوء على المرأة والأسرة والطفل تماشيا مع اهدافها ورؤيتها وكان لمشاركة العديد من الخبراء في المنطقة الخليجية والعربية دور مهم في اضافة العديد من الحلول وتشخيص الاشكاليات والتي تتطلب تعزيز دور المؤسسات الحكومية والاهلية والخاصة في الاستمرار في تقديم الافضل لتمكين المرأة من القيام بأدوارها المتعددة كعنصر فعال ومشارك مع افراد المجتمع.
واشارت د.الجسار الى ان المنظمة تحارب كذلك كافة اشكال التمييز ضد المرأة من خلال تعزيز المساواة وكذلك من اهداف المنظمة القضاء على جميع اشكال العنف والممارسات الضارة التي تلحق بالمراة والطفل، مؤكدة ان للتكنولوجيا دورا مهما جدا في حياتنا اليومية واصبحت لها آثار ايجابية وسلبية.
وفي ظل جائحة «كورونا» تحولت الدراسة من التعليم التقليدي في الفصول الدراسية الى التعلم عن بعد والذي اتى من دون وجود تأهيل مسبق، واصبحت الأسرة هي المسؤول المباشر لمتابعة الأبناء بكافة اعمارهم مما جعلنا نواجه الكثير من الاشكاليات.
السلوك الرقمي
وذكرت د.الجسار ان الاسرة لم تكن مستعدة من الجانب المادي والفني والمهاري، خاصة وان دخول التكنولوجيا انعكست اثاره على قضية السلوك الرقمي «المواطنة الرقمية» الخاصة بالارشادات والتعليمات التي يجب ان نعمل عليها من اجل تهيئة الاسرة على حماية الابناء من الدخول الى المواقع وقضية الخصوصية.
واضافت: كما ان المؤتمر يناقش قضية الادمان التكنولوجي نظرا لان هناك افراد من داخل الاسرة الواحدة قد يسيئون استخدام التكنولوجيا
وذكرت د.الجسار ان العالم المتقدم اليوم بدأ يستعد لما يسمى ب«التعليم الهجين» وهو الدمج بين التعليم التقليدي والتعلم عن بعد لمواجهة اي طارئ في المستقبل مطالبة بإعادة النظر في الخطط والسياسات العامة الحالية بالدولة فيما يخص التعليم لمواكبة كل ما هو جديد، مشيرة إلى اهمية التركيز على الدورات التدريبية والبرامج التوعوية والوقائية، بالاضافة الى ضرورة وجود منصات الكترونية تقدم التدريب المستمر وايجاد حلول للمشكلات التي تواجه المعلمين سواء فيما يخص الجوانب الفنية او فيما يخص التدريب في الجانب النفسي والمهني والاجتماعي.
الطفولة والناشئة
ومن جهته قال مؤسس ورئيس جماعة أدب الطفل د.طارق البكري: إن جائحة «كورونا» ألقت بثقلها الكبير على جميع المجالات الحياتية دون استثناء، وبرز اهتمام التربويين والأكاديميين والأدباء المتخصصين في مجال الطفولة، والعاملين في حقل النشر بمراجعة الواقع الذي شهدته المجتمعات نتيجة المستجدات الراهنة ولاسيما على المستوى التعليمي.
واضاف قائلا: نحن في جماعة أدب الطفل نؤمن إيماننا عميقا بأهمية العمل من أجل الطفولة والناشئة، وبخاصة في مجال الأدب، وكم نحن اليوم بحاجة لهذا النوع من الأدب الجاد وسط جائحة «كورونا» تزامنا مع جائحة أخرى من التراجع (القيمي والفكري والإنساني والتعليمي والقرائي والتعليمي..) التي تجتاح المجتمعات العربية نظرا لما يتعرض له طفل اليوم من هجوم تقني وعنصري وتفكيكي وفكري مركز، فضلا عن إشكالية التعليم الإلكتروني التي ستهدد مستقبل التعليم في حال استمرار الجائحة.
الكتاب في القمة
واشار د.البكري الى ان المحفزات التعليمية التعلمية أضحت كثيرة، لكن الكتاب يبقى دائما في القمة مهما تراجع دوره، لأن الإنسان القارئ أعمق من غيره، ومن هنا كان اتجاهنا في جماعة أدب الطفل بالتوجه للطفل القارئ أولا، علما بأنه ليس بشخصية سهلة، لأنه لم يتأثر إلى حد هجر الكتاب تماما رغم الوضع الراهن، كما أن التحدي يتطلب العمل لتوفير ما يتلاءم من العقول الجديدة، من حيث المضمون وكذلك من حيث الشكل، والأديب يحاول، لكنه يحتاج طبعا إلى جهد مقابل من ولي الأمر والمدرسة والمؤسسات والمجتمع لكي يتمكن من تحقيق التحفيز المأمول والغايات المرجوة.
مهام كبيرة
من ناحيتها اوضحت رئيسة قسم العلوم الاجتماعية بجامعة قطر د.فاطمة الكبيسي، ان جائحة «كورونا» فرضت على الاسر دورا ومهام كبيرة في تعليم ابنائهم مما اضاف وظيفة اخرى للأسرة والعبء الاساسي على الام المسؤولة عن متابعة تعليم الابناء من خلال التعليم عن بعد.
وافادت الكبيسي بأن هناك تحديات واجهت الاسرة في تعليم الابناء خلال هذه المرحلة ومنها امكانيات الاسرة اقتصاديا فيما يخص توفير الاجهزة الالكترونية لجميع الابناء باختلاف المراحل التعليمية لاسيما وان متوسط عدد الابناء في الاسرة الخليجية على سبيل المثال يتراوح ما بين 4 الى 6 ابناء ما اثقل كاهل الاسرة في توفير تلك الاجهزة، بالاضافة الى وجود تحديات مرتبطة بالتوفيق بين المهام الوظيفية للوالدين وخاصة الام وما بين متابعة الابناء وتعليمهم، وكذلك عدم إلمام الوالدين بطبيعة البرامج المستخدمة في التعليم الالكتروني ومهارة التعامل مع هذا النوع من البرامج خاصة الامهات متوسطي التعليم او غير المتوافقين مع التكنولوجيا.
وتابعت الكبيسي قائلة: وهناك تحديات بالقدرة على تحقيق متطلبات العملية التعليمية للابناء في مراحل معينة، ففي مراحل التعليم الاولى يكون التعليم من خلال الحواس لتوصيل المعلومة، فكيف سيتحقق هذا النوع من التعليم في ظل البيئة الالكترونية، مما يتطلب بيئة تعليمية معينة لتناسب ذلك الامر فضلا عن الابناء في مرحلة الثانوية العامة وكيف يمكن ان يتخطوا تلك المرحلة المهمة في حياتهم حتى ينتقلوا الى مؤسسات جامعية مناسبة تتناسب مع طموح الاسرة والابناء.
دعم الأبناء
وذكرت الكبيسي ان هناك تحديا مرتبطا بالابناء الذين يحتاجون الدعم ولديهم ضعف في التعلم، موضحة ان الاسرة قد لا تكون ملمة في التعامل مع الطلاب المحتاجين لهذا النوع من الدعم وكذلك الاسرة التي لديها ابناء من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتابعت: وقد لا تكون الاسرة قد حققت اهداف العملية التعليمية بنسبة 100% بالنسبة للابناء، الا اننا نستطيع ان نقول ان الاسرة حاولت واجتهدت في تحقيق تلك الاهداف واكتسبت خبرة من التعليم الالكتروني من خلال اكتساب مهارات في هذا النوع من التعليم، موضحة ان التعليم التكنولوجي اضاف مهارة للابناء والاسرة في اكتساب هذا النوع من التعليم.
وافادت الكبيسي بان التعليم الالكتروني لن ينتهي حتى لو عدنا الى التعليم التقليدي، فسيستمر الاثنان يكملان بعضهما البعض.
قضية الوعي
بدورها، تحدثت عضو هيئة تدريس قسم دراسات المعلومات بجامعة الكويت د.دلال البديوي عن اهمية استخدام التكنولوجيا ابان جائحة «كورونا»، مشيرة الى دراسة قامت بها وتوصلت من خلالها ان هناك الكثير من الممارسات التي انعكست على ادوار الاسرة خاصة في قضية الوعي في فحص الاخبار المتداولة عن طريق وسائل التكنولوجيا وما هو دور الاسرة في موضوع الرقابة الذاتية.
كما تناولت البديوي موضوع الاخلاقيات في استخدامـــــات المنصات التكنولوجيا وقيمت موضوع اثر التباعد الاجتماعي من خلال التركيز على استخدام التكنولوجيا، وتناولت ايضا الحديث عن الممارسات السلوكية نتيجة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وانعكاساتها على
الاسرة وما صاحب ذلك من بعض المشكلات التي ظهرت في الاسرة.
الطفولة المبكرة
كذلك تحدثت منسقة جماعة ادب الطفل ومدرس مساعد بقسم رياض الاطفال بكلية التربية بجامعة طنطا في جمهورية مصر العربية د.عصمت خورشيد، عن تجارب دولية ناجحة في التعليم والتعلم عن بعد لمرحلة الطفولة المبكرة اثناء جائحة كوفيد- 19.
وافادت بأن التعليم والتعلم عن بعد قبل جائحة «كورونا» كان له دور في تعليم الاطفال بدءا من المرحلة المبكرة وقد زاد الاهتمام بهذا النوع من التعليم خلال الجائحة.
واوضحت د.خورشيد ان انتشار جائحة كورونا المفاجئ في جميع انحاء العالم جعل كثيرا من البلدان تبحث عن استراتيجيات للسيطرة على ازمة التعليم والتعلم، فجاء ضمن الاستراتيجيات عملية ايقاف نظام التعليم داخل المدارس بجميع الصفوف التعليمية بدءا من مرحلة الطفولة المبكرة.
وذكرت د.خورشيد ان طفرة التكنولوجيا الرقمية جاءت بسبب انتشار كوفيد- 19 فعجلت واستجابت لمتطلبات التنمية المستدامة التي طالبات بها رؤية 2030 والتي كان من اهم النقاط فيها هو التركيز على اكساب طفل المرحلة المبكرة مجموعة من المهارات التي تؤهله لوظائف المستقبل ولاسيما المهارات التقنية التي تعتمد على التنظيم الذاتي في عملية التعلم.
وافادت د.خورشيد بان السنوات القليلة الاولى من العمر هي الفترة التي يحدث فيها الجزء الاهم من نمو المخ لدى الاطفال في المرحلة المبكرة، موضحة ان تبني رعاية الاطفال والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة اساسا يعتمد عليه كل جانب من جوانب نمو الاطفال، لذلك ركزت رؤية 2030 على ضرورة توفير سبل مرنة للتعلم بالاعتراف بالمهارات والكفاءات التي تكتسب عن طريق التعلم غير النظامي وغير الرسمي والتصديق عليها واعتمادها.
متابعة: وبناء على ذلك لابد من تنمية مجموعة من المهارات التي تعد الاطفال بدءا من مرحلة الطفول المبكرة من خلال التعلم ذاتي التنظيم (SOL) بحيث يقوم الاطفال بالسعي الذاتي لاكتساب المعرفة والمهارة بفعالية عالية في التعلم لضمان مواجهة التحديات الحالية والاستقلالية في سوق العمل على المدى البعيد.
وأوضحت د.خورشيد ان الدراسات السابقة اثبتت فعالية التعليم والتعلم عن بعد في مواجهة التحديات البارزة في الازمات المختلفة ودوره ايضا في مواجهة التحديات البارزة في الأزمات المختلفة ودوره ايضا في تنمية مهارات التعلم ذاتي التنظيم والتي تصادف المهارات المطلوب اتقانها بدءا من مرحلة الطفولة المبكرة تلبية لفرص التعلم مدى الحياة ومتطلبات التنمية المستدامة والاستعداد لسوق العمل مستقبلا.
سلبيات وإيجابيات
وختامـــا اوضحـــت الدكتورة في علم النفس التربوي ومدير مركز النوير للاستشارات النفسية والتربوية د.شريفة الدريس ان جائحة «كورونا» لها سلبيات وايجابيات ومن إيجابياتها جلوس الاسرة مع الابناء والتقرب منهم ومساعدتهم في التعليم، موضحة انه قبل «كورونا» كان الطفل لديه صمت اختياري ويجلس ساعات طويلة على اليوتيوب وانفصل عن الواقع.
وشددت الدريس بان على اولياء الامور تطبيق الرقابة الذاتية على ابنائهم، مشددة على اهمية الحماية الالكترونية للأبناء ومشاهدة ما يتابعونه من برامج على الانترنت، مؤكدة أن الاسرة هي اللبنة الرئيسية في المجتمع وعليها ادوار متعددة يجب ان تقوم بها على اكمل وجه.
د.أسماء البدري: إغلاق المدارس والجامعات جعل الدول تتجه نحو المنصات التكنولوجية لضمان استمرارية العملية التعليمية وهناك دول نجحت وأخرى أخفقت
أما استاذ الصحة النفسية بجامعة آل البيت بالاردن أ.د.اسماء البدري فأوضحت ان العالم اجمع واجه مشكلة في التعليم منذ بداية جائحة «كورونا» ورأينا اثر تفشي الفيروس المستجد على النظم التعليمية وفي جميع انحاء العالم، مما ادى الى اغلاق تام للمدارس والجامعات بما جعل الدول تتجه نحو المنصات التكنولوجية والتعليم عن بعد لضمان استمرارية العملية التعليمية، مبينة ان هناك دولا نجحت ودولا اخرى اخفقت بناء على معايير عدة ابرزها تطور نظم المعلومات والاتصالات في تلك الدول.
واشارت د.البدري الى ان هناك صعوبات واجهت اولياء الامور بعدما وقعت على عاتقهم المسؤولية بصورة شبه كاملة لاسيما الام كونها العمود الفقري في كل منزل بجانب وظائفها الاسرية والعملية المطلوبة منها، كما ان معظم الدراسات التي اجريت مؤخرا اكدت ان هناك الكثير من المشاكل التي عانت منها الاسر حول العالم في الفترة الاخيرة ابرزها شبكة الانترنت من حيث قوتها او ضعفها بالاضافة الى عدم جهوزية الطلاب لاسيما فيما يخص المواد والأجهزة التي يحتاجونها في التعليم الالكتروني، مشيرة الى ان هناك دولا مثل سوريا ولبنان عانت من انقطاع التيار الكهربائي بما عرقل عملية التعليم عن بعد للكثير من الدول وكذلك نقص خبرة الكثير من الأمهات في كيفية تدريس ابنائهم.
وتابعت د.البدري: اظهرت الدراسات عدم تعامل الطالب بجدية مع التعليم الالكتروني في بداية الامر وكذلك متابعة اولياء الامور لابنائهم في الحصص التفاعلية وواجهوا ذوي المؤهلات التعليمية المحدودة والذين يفتقرون الى استخدام الانترنت مشاكل كثيرة، وفي بعض الدول واجهت صعوبة بالنسبة للرسوم الدراسية الثابتة وعدم انخفاض النفقات في المدارس الخاصة.