قبل أن تنطفئ نار الحرب التي اشعلتها محاولات الاحتلال الاسرائيلي تهجير سكان حي الشيخ جراح المقدسي وأسفرت عن عشرات الشهداء، اعتدت الشرطة الإسرائيلية أمس على محتجين اعتصموا أمام مقر محكمة إسرائيلية في القدس المحتلة تضامنا مع عائلات فلسطينية مهددة بالطرد من حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوبي البلدة القديمة، حيث عقدت المحكمة المركزية الإسرائيلية جلسة للنظر في الاستئناف المقدم ضد قرار قضائي سابق بطرد نحو 800 فلسطيني يقطنون الحي، كما يحدث مع اهالي حي الشيخ جراح.
وبعد وسم «انقذوا حي الشيخ جراح» انتشر في فلسطين وسم «أنقذوا حي سلوان» لمواجهة حملة تهجير إسرائيلية جديدة في القدس، حيث تعمل جمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية منذ سنوات لطرد عائلات مقدسية تقطن حي بطن الهوى في سلوان، للاستيلاء على منازلها لصالح المستوطنين.
وإضافة إلى حي بطن الهوى يتهدد خطر التهجير أحياء عدة في سلوان، أبرزها حي البستان و«واد ياصول» الذي يسعى الاحتلال إلى تحويله حديقة توراتية.
وفي محاولة لنزع فتيل التوتر الذي قد يثير موجة جديدة من المواجهات، أجلت المحكمة النظر في قضية تهجير العائلات المقدسية من منازلها في سلوان جنوب المسجد الأقصى.
وتنتظر العائلات الآن من المحكمة «قرارها حول إحالة الملف إلى المستشار القضائي للحكومة من عدمه». والذي يتوقع قعوار أن يتم «خلال الأسبوع المقبل».
وذكر موقع (عرب 48) الإخباري الإلكتروني أن العشرات من أهالي الحي والناشطين تظاهروا أمام المحكمة بعد أن منعت قوات الاحتلال أهالي الحي من الدخول إلى جلسة الاستئناف واعتدت على المعتصمين بالضرب.
وبحسب الموقع ذاته فإن أكثر من قرار قضائي صدر عن محاكم الاحتلال زعم أحقية الجمعية في امتلاك الأرض التي تبلغ مساحتها 5200 متر مربع ويقطن فيها المئات من الفلسطينيين وشرعت في سبتمبر 2015 بتسليم البلاغات لأهالي الحي وقام السكان بدورهم بالرد على الدعوات التي قدمت ضدهم.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها تنظر «بخطورة بالغة» لقرارات محاكم الاحتلال وإجراءاتها التي تنظر «بغير حق» في قضايا «باطلة من الأساس» تتعلق بقضايا ترفعها جمعيات استيطانية تدعي ملكيتها للأرض المقام عليها منازل فلسطينية كما في حيي (الشيخ جراح) و(بطن الهوى).
وفي قطاع غزة بدا وقف اطلاق النار صامدا في يومه السادس أمس، بعد حرب الـ11 يوما التي شنتها اسرائيل. وأكدت حركة حماس التي تسيطر على القطاع أنها لن تأخذ «قرشا واحدا» من أموال إعادة الإعمار، متعهدة بأن تكون العملية «نزيهة وشفافة».
وقال رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار في لقاء مع صحافيين امس «نرحب بكل جهد للاعمار أؤكد التزامنا في حماس بأننا لن نأخذ قرشا واحدا جاء للإعمار في قطاع غزة والعملية الإنسانية».
هذا، وشدد وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في القدس بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الاول أن الولايات المتحدة ستضمن عدم «استفادة» حركة حماس من المساعدات الدولية التي ستخصص لإعادة إعمار غزة.