بقلم: د. خالد المذكور
محبة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
الأخ شهاب الدين من الكويت يقول في سؤاله: نرجو أن تبين لنا الأدلة على محبة الصحابة الكرام البررة وأئمة المسلمين؟
٭ المسلم يؤمن بوجوب محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأفضليتهم على من سواهم من المؤمنين والمسلمين فإنه يحبهم لحب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم لهم، اذ نجد الله تعالى يحبهم ويحبونه في قوله تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)، كما قال تعالى في وصفهم (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم).
ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه».
ويقول صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه».
وأن يؤمن بحرمة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأنهن طاهرات مبرآت وأن يترضى عنهن، وذلك لقول الله تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم).
أما أئمة الإسلام من قراء ومحدثين وفقهاء فإنه يحبهم ويترحم عليهم ويستغفر لهم ويعترف لهم بالفضل لأنهم ذكروا في قوله تعالى (والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)، وكذلك في قول الرسول صلى الله عليه وسلم «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم».
الأحق بالإمامة
الأخ اسماعيل نعمان من السعودية يقول في سؤاله: من هو الأحق بالإمامة في الصلاة؟
٭ الأحق بالإمامة في الصلاة هو الأقرأ لكتاب الله، لحديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم وأحقهم بالإمامة أقرؤهم» يعني احفظهم لكتاب الله، فإذا كانوا سواء في القراءة فالأعلم بالسنة ثم أكبرهم سنا.
الطلاق الرجعي
الأخت الفاضلة س. م. من العمرية تقول: لي اخت متزوجة حدث خلاف بينها وبين زوجها وطلقها طلاقا رجعيا فجاءت إلينا وحلت عندنا أسبوعا ثم بعد ذلك أرجعها زوجها إليه فهل لها الحق في أن تمكث في بيت الزوج أثناء العدة؟
٭ أختي الفاضلة: إذا كان الطلاق رجعيا فتعتبر المطلقة في حكم الزوجة طيلة عدتها ولها ان تمكث في بيت زوجها اثناء العدة ولا تخرج منه، لأن هذا أدعى إلى رجوعها إلى زوجها وتضييق شقة الخلاف والنزاع يقول تعالى: (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعلم الله يحدث بعد ذلك أمرا).
وكثيرا ما تتوسع شقة الخلاف بين الزوجين نتيجة لخروج الزوجة من بيت زوجها أثناء العدة.
ولأضرب مثلا على ذلك: رجل حدث نزاع بينه وبين زوجته وتلفظ بالطلاق تسرعا منه ثم ذهب إلى عمله فما كان من الزوجة إلا أن جمعت ثيابها وأغراضها وأخذت أولادها وذهبت الى بيت أبيها باكية شاكية تحت سمع وبصر جيرانها وأقربائها بالذي حدث بينها وبين زوجها من طلاق، فلما رجع الزوج الى بيته ولم يجد زوجته عزفت نفسه عن الاتصال بها فزادت المشكلة، ثم لنفرض أنه اتصل ولكن الأب تعنت وعاطفة الأم مع ابنتها تغلبت، وأملوا شروطا معينة لأجل إرجاع الزوجة لم يقبل الزوج بها، فرفع الأمر الى القضاء وأخذت كل منهما العزة بالإثم وذهب الحب والمودة، وتغلبت القسوة على قلبيهما وأصبح كل منهم يحاول ان يتغلب على صاحبه وأن يكسب قضيته والأولاد ضائعون بينهما، كما ان أهل الزوجة يعززون احيانا جانب ابنتهم فيزداد الخلاف اتساعا ويصبح الطلاق قضية ومشكلة يعاني منها المجتمع، واغلب قضايا الطلاق تأتي من خروج أو اخراج الزوجة من بيت الزوجية اثناء العدة.
إن هدي الاسلام في حالة الطلاق الرجعي ان تجلس الزوجة في بيت الزوجية طيلة عدة الطلاق.