المنظمات الدولية في العالم، وعلى رأسها الأمم المتحدة وملحقاتها، تدار من قبل الدول العظمى والتي لها حق استخدام الفيتو فيها، وهو حق الاعتراض والنقض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب، ويمنح للأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس الأمن، وهم الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا، حيث ترجح القرارات لصالح حلفائها والمتعاونين معها، يقول بعض النقاد إن حق النقض هو أكثر العناصر غير الديموقراطية في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى السبب الرئيسي للتقاعس عن اتخاذ إجراءات بشأن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، حيث إنه يمنع فعليا تحرك الأمم المتحدة ضد الدول الدائمة العضوية وحلفائها.
السؤال هنا: لماذا لم يعط العرب أو المسلمين حق الفيتو؟ علما أن عدد سكان مصر بحدود 100 مليون وتركيا كذلك، أما اندونيسيا فتزيد على 230 مليون نسمة، أين الديموقراطية في هذا التصرف؟ وأين المساواة في هذا الإجراء؟
لابد أن تكون هناك لائحة عادلة لكل دول العالم حتى يكون لهم دور إيجابي في التعاون الدولي ورأي واضح في مسيرة العالم والبشرية، ولا يقتصر ذلك على إعطاء الحق لبعض الدول لاستخدامه في الدفاع عن مصالحهم وحماية حلفائهم.
لقد لعبت الدول العظمى من خلال هذا الحق دورا كبيرا في اضطهاد البشر وتدمير المدن، فكانت منبع الإرهاب ومكمن الجريمة كما هي التي تصف المسلمين والعرب بهذا الوصف وهم بريئون منه.
إن في ذلك مثل واضح واحتلال همجي يدعمه حق الفيتو من جميع أطرافه وهو احتلال فلسطين بلد الإسلام وأولى القبلتين وثالث الحرمين، فهو مقدس عند المسيحين كما هو مقدس عند المسلمين، احتلال علني أعدته الدول العظمى لحماية الكيان الصهيوني وزرعوه في قلب الأمة الإسلامية متناسين حقوق البشر والتدخل في شئونهم الداخلية.
يا له من لعب قذر وكيل غير عادل وواضح كالنهار وحتى لم يجد من يعارضه وينتقده، لكننا كمسلمين نواجه هذه اللعبة بقوة الله ونصره المؤزر كما وعدنا الله ذلك في كتابه الكريم، ولا نقول إلا كما قال يعقوب عليه السلام (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون).
[email protected]