[email protected]
فعل الخير حسن، بعضنا يرى ستره وقلة منا ترى فضحه!
العمل الخيري الكويتي اليوم منارة شامخة من العمل المؤسسي، وصار نجاحه سمة من سمات المجتمع الكويتي المحب للخير والعمل التطوعي، ما جعل كل حكومات وشعوب العالم تُجل وتُقدِّر الكويت أميرا وحكومة وشعبا، وتحولت الكويت خلال السنوات الخمس الماضية إلى مركز العمل الخيري والإغاثي، وهناك الكثير من المؤشرات والدلالات على نجاح هذا العمل الخيري الذي تنوعت مشاريعه وأنشطته الخيرية ومبادراته الإنسانية، خاصة أن الجمعيات والمؤسسات والهيئات واللجان الخيرية والمبرات تتمتع بثقة الحكومة وثقة الشعب، وكلنا شاهدنا كثيرا من سفراء الكويت في الخارج هم أنفسهم يشرفون على هذه المشاريع التنموية والإغاثية العاجلة، كما أن كثيرا من هذه الجمعيات الشعبية الخيرية تحضر المؤتمرات وتمثل الكويت في هذه الملتقيات الرسمية والشعبية في دول العالم.
أحيانا تجد أصواتا هنا وهناك تثير الشبهات حول ماهية هذا العمل الخيري المؤسسي، والحكومة تعلم علم اليقين أن هذا العمل الخيري منذ الحادي عشر من سبتمبر المشؤوم والجمعيات الخيرية كلها تخضع للرقابة الحكومية، خاصة أن الكويت من الدول المتقدمة بما يخص الرقابة الشرعية على الأعمال الخيرية والتطوعية، ولم يثبت حتى اليوم ولله الحمد أن إحدى الجمعيات الخيرية انحرفت عن الطريق السوي، وأن ما يثار عادة هو موجة عداء يثيرها المعادون للمحافظين دون وضوح الأصل الشرعي في إطلاق اتهاماتهم المتكررة!
لقد رأيت وأنتم قرأتم عمن يهاجم بيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف، وهاتان مؤسستان حكوميتان تخضعان للرقابة الحكومية والشرعية ولديهما مراقبون ومدققون شرعيون، ورغم هذا لم تسلما من الاتهامات!
لقد خلقنا الله لعبادته وإعمار الأرض، ولهذا وجدت هذه التشريعات التي تخص العمل الخيري والتطوعي، وأيضا كل الأمور المتعلقة بالمال باعتباره عصب الاقتصاد وضرورة توفير احتياجات الإنسان من هذا المال وفق الأطر الشرعية في الحياة المدنية.
لقد برزت الكويت على مستوى دول العالم، لأنها بادرت بتنظيم هذا العمل الخيري الكبير على أرضها كي يحقق مصلحة المجتمع الكويتي ويسد حاجات الشرائح المحتاجة والفقراء والمساكين والمعوزين، بالوقاية من الفقر والتسول وأخذ المال الحرام بطرق ملتوية وسرقات!
الجميل في البيت الكويتي أنه يوازن احتياجاته ويأخذها أولا ثم يلتفت إلى الإنفاق الخيري، وهذا ما يفعله حين يتبرع على مدار العام غير زكواته وصدقاته ونذوره وأثلاثه، فهو يقوم، ولله الحمد والمنة، بالنفقة الواجبة على أهل بيته ومن يعمل عنده وما بين ما يوزعه على شكل صدقات ومعونات والتزامات خيرية!
٭ ومضة: ديرة الخير الكويت تجد فيها ولله الحمد كل أنواع الزكوات والصدقات والأوقاف والهبات، وكلها تدخل في هذا العمل الخيري الجبار العظيم (المفخرة) الذي صار يطوق الكويت ويشار إليه بالبنان، ما جعل الكويت تتصدر الدول المانحة.
وخذ مثلا عندما داهمتنا جائحة كورونا برزت الكويت على مستوى الأحداث العالمية في سد حاجات الناس في كل المناطق، ما جنب الكويت كثيرا من ويلات الأوبئة، وساهمت هذه الجهود الخيرية المباركة في مشاركة المواطن والمقيم في البذل المالي والمشاركة التطوعية (معا) وكانوا بالفعل السند الحقيقي في توفير وفر مالي خاصة مع مبادرة تجار الكويت وتبرعاتهم في المبادرة الوطنية «الكويت تستاهل».
٭ آخر الكلام: المشكلة الحقيقية في هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية عدم وجود إعلام فاعل يرد على هذه الاتهامات لأن قيادات هذه الجهات الخيرية لم يصلوا بعد الى فهم ضرورة وجود إعلام خيري يرد على مثل هذه الشبهات والاتهامات ويخرس المتطاولين على هذا العمل الخيري النبيل!
٭ زبدة الحچي: نحمد الله أننا في الكويت المتباهية بالعمل الخيري الداعمة له والمساندة، وعلى الجمعيات الخيرية الاهتمام أكثر بالكوادر البشرية وتأهيلها والحرص على المزيد من الرقابة الشرعية وضوابطها التي تحكم العمل والمال.
كما أن هذه الجمعيات مطالبة اليوم بضرورة النظر في المرتبات والحوافز وأيضا الاستقطاع المالي للتشغيل، وهناك جمعيات أسقطت هذا الحق كما فعل الشيخ عثمان الخميس، وهذا ما يرضي شريحة كبيرة من المتبرعين.
لقد ذهب عصر أريد أن أبني مسجدا ولا غير المسجد!
إن المتبرع اليوم صار مقتنعا بأهمية المسجد والتعليم والصحة والإغاثة والتنمية.
إن على مجالس إدارات هذه الجمعيات الخيرية أن تهتم بالإعلام حتى تدافع عن نفسها وتروج خيرها وتحمي هذه الجمعيات من هذا (الاتهام الباطل) الذي يخرج بين لحظة وأخرى يتهم هذه الجمعيات بما ليس فيها!
إنها مسؤوليتكم جميعا يا من تقودون هذه الجمعيات والجهات الخيرية، فأعدوا إعلامكم للدفاع عن كيانكم وإنجازاتكم، فاستهدافكم قائم وسيظل، فماذا أنتم فاعلون؟
.. في أمان الله.