تتعرض المنطقة الواقعة في جنوب إدلب منذ نحو أسبوع لتصعيد متواصل من قبل القوات الروسية والسورية كان اعنفه أمس، ورد عليه الجيش الوطني المعارض والجيش التركي بقصف مدفعي، وسط تحذيرات من موجات نزوح جديدة، ومن انهيار اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم توقيعه بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان قبل أكثر من عام.
وقتل عشرة مدنيين على الاقل بينهم أم وطفلها، الى جانب عناصر من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، جراء القصف الصاروخي المتكرر من قوات النظام، تزامنا مع غارات تشنها طائرات روسية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واستهدفت قوات النظام بصاروخ موجه، بحسب المرصد، سيارة كانت متوقفة قرب منزل في بلدة إبلين في ريف إدلب الجنوبي. ولدى وصول مدنيين ومقاتلين من هيئة تحرير الشام الى المكان للاسعاف، جرى استهدافهم بصاروخ موجه آخر، ما تسبب بمقتل عشرة أشخاص على الأقل، إضافة الى جرحى في حالات خطرة. ورصدت وكالة «فرانس برس» جثثا ممددة على الأرض موضوعة داخل أكياس أو مغطاة تحت أشجار الزيتون، ومنزلا مدمرا وسيارة محترقة طالهما القصف.
وأكدت هيئة تحرير الشام في تصريح مقتضب عبر إحدى مجموعاتها على تطبيق واتساب مقتل المتحدث العسكري باسمها أبو خالد الشامي، وعضوين في مكتب العلاقات الإعلامية التابع لها.
وتوقع الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) ارتفاع الحصيلة لوجود حالات حرجة عدة بين المصابين، واتهم قوات النظام والطيران الروسي، بتكثيف هجماتهما واستهداف الأحياء السكنية والأراضي الزراعية بالتزامن مع جني المدنيين محاصيلهم التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد.
وحذرت «الخوذ البيضاء» من موجة نزوح شاملة مع استمرار التصعيد، نحو مخيمات الشمال المهددة أساسا بكارثة إنسانية أصلا.
وردا على التصعيد استهدفت المدفعية التركية والتابعة للجيش الوطني المدعوم من أنقرة، مواقع عسكرية لجيش النظام في ريفي إدلب وحماة.
وقال المتحدث الرسمي باسم «الجيش الوطني» الرائد يوسف الحمود إن مدفعية الجيشين الوطني والتركي استهدفتا مواقع عسكرية لقوات النظام بأكثر من 80 قذيفة في مناطق مختلفة بأرياف حماة وإدلب، بحسب موقع «عنب بلدي».
وقالت صفحة «الدفاع الوطني» التابع للنظام السوري عبر فيسبوك ان مدفعية الجيش التركي ردت لأول مرة على استهداف قوات النظام لقرى الشمال السوري، وقصفت مواقع لقوات النظام، مضيفة أن الاتفاق التركي الروسي ربما فشل، والمنطقة تقترب من معركة كبيرة، بحسب الصفحة.