قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
التعليم رسالة من أجلّ الرسالات التي حملها الفكر الإنساني عبر الأجيال ومن أدق المهن والتعليم يمهد السبيل إلى إنارة الطرق وتنوير الفكر الإنساني، فالمؤسسة التربوية المدرسة مسؤولة عن تربية المتعلم والعمل على نموه يسير به نحو الطريق السليم لتحقيق الغرض من التعليم لتحصيل الحقائق والمعارف وتعلم المهارات وأساليب التفكير الإبداعي وأسلوب حل المشكلات وتعلم القيم والاتجاهات.
ومن مسؤوليات المعلم تعديل أنماط سلوك المتعلمين في الاتجاه المرغوب فيه هي ضرورية وحتمية والتعرف على سيكولوجية المتعلم في كل المراحل السنية والتوجيه المناسب لهذا المتعلم والتدريس عملية ذاتية تتجلى فيها شخصية المعلم إلى أبعد حد، لذا من الضروري أن يكون معلما ناجحا ذا كفاءة عالية وأن يكون ملما بعلم النفس التعليمي وهو المجال الضروري واللازم إعداده وتهيئته لمجال التدريس من أجل فهم سيكولوجية التعليم والتعلم وحتى يمكنه توجيه المتعلم نحو الطريق السليم.
ومن الضروري أيضا أن يكون المعلم على دراية بنظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية في مجال التدريس والتربية وتدريب المعلم لكي يصبح ناجحا ومؤثرا في التعلم ويستطيع مواجهة تحديات العالم المتغيرة والثورة العلمية.
فالمعلم عنصر رئيسي وعضو فعال في المنظومة التعليمية ودورة الرئيسي في المؤسسة التربوية يمد مدرسته بالرؤية والأفكار ويعمل بكل جهد لتحقيق ورفع مستوى المتعلمين واطلاعه الواسع ثقافيا وفي مجال تخصصه العلمي ومعرفته بالاتجاهات العالمية واستراتيجيات التعليم والتعلم للمادة التي يقوم بتدريسها وتوجيه وحث المتعلمين نحو الاستفادة الجيدة من المعلومات، فالمعلم هو المخطط والمصمم التعليمي ومرشد للمعلومات والحياة تتطور مع تطور علوم التكنولوجيا وعلوم الفضاء وقدرة المعلم على التكيف مع الظروف المتغيرة والتطور التربوي وقدرته على تحمل المسؤولية والمثابرة وقدرته على إدارة الفصل الدراسي والوقت وحسن استثماره وقدرته على فهم المتعلمين ومعرفة دوافعهم وأساليبهم وشحذ قدراتهم على التفكير الإبداعي.
كما أن قدرة المعلم على الفهم العميق وتمكنه من مادته العلمية أمر ضروري حتى يتمكن من توصيل رسالته، وليعلم المعلم أن التعليم الحقيقي يقاس بمدى ما يحدثه من تغيير في سلوك المتعلمين وتنمية شخصياتهم وقدرته على تعديل طرائق تفكيرهم وشعورهم وأفعالهم في الاتجاهات المرغوبة فيها ومعظم أنماط سلوك الأفراد مكتسب بالتعلم والمعلم يتمشى مع المناهج الدراسية المقررة ويلتزم بالمادة العلمية.
وهنا يختار المعلم الناجح الطريقة المناسبة لعرض مادته العلمية بطريقة مشوقة وسلسة لكي تصل المعلومة إلى ذهن المتعلم بكل سهولة وكيفية تعامل المعلم مع المتعلمين المختلفين في ميولهم ودوافعهم واستيعابهم واتجاهاتهم وفروقهم الفردية، وليس الغرض من التعليم تلقين مادة معينة بل الغرض من التعليم هو قياس ما يقتبسه المتعلم ويصبح جزءا من تفكيره وتثقيفه وتهذيبه مع حرص المعلم الاهتمام بنمو المتعلم جسميا وعقليا ووجدانيا واجتماعيا.
والمعلم الناجح لابد أن يكون قادرا على خلق مواقف تعليمية تعدل السلوك وتطوره والمدرسة مؤسسة تربوية نظمت وأديرت على أسس علمية وعلى خبره وفطنه بالمدرسة يكتسب فيها المجتمع الحياة والبقاء والتقدم فالمناهج الدراسية عليها مواكبة ومسايرة التغيرات العلمية موازين الحياة تاريخيا وجغرافيا وعلميا في ظل الانفجار العلمي التكنولوجي والمعرفي.
[email protected]