[email protected]
كانت هذه عناوين الصحف والمجلات ترثيه..
ورحل عبدالسلام مقبول رائد الكاريكاتير.. والفن التشكيلي..
عبدالسلام مقبول.. فنان عشق الإنسانية وانتصر لها..
عبدالسلام مقبول.. وداعاً شاعر الألوان..
رحيل عبدالسلام مقبول تاركا إرثا كاريكاتيريا ضخما..
آه.. يا عبدالسلام..
كم آه.. رافقتك في مسيرة حياتك.
يا ابن المقوع والأحمدي والفحيحيل كم عانيت في هذه الحياة.
رغم كل الإنجازات التي قمت بها في حياتك لم تنل التكريم الحقيقي.
لا أعرف لماذا نظل هكذا نكرم الإنسان في مماته وينسى وهو حي.
استرد الله أمانته فيك «أبا أحمد» لعلك ترتاح بعد هذا المشوار الطويل من محطات النجاح والانكسار، واليوم الوداع والرثاء!
بين مولدك 16/11/1952 ووفاتك 12 يونيو 2021،
(69 عاما) قضيتها بالطول والعرض محاولا نيل مبتغاك الاسمى وعقبات ولطمات الواقع المر، تبقى في نظري وكثيرين أنك أنجزت الأعمال الجليلة ولم تنل حقك فيها!
لقد زاملت الأخ الأستاذ عبدالسلام، رحمه الله، منذ أن كان مديرا لتحرير مجلة مرآة الأمة وكنت أزوره في مبنى الدور الأول في منطقة الخالدية، عندما كنت أمر وأزور أستاذنا المغفور له بإذن الله علي بن يوسف الرومي، وكنت أشاهد الزملاء: عبدالسلام مقبول ـ يسري ماهر ـ محمد يوسف، رحمه الله، الأخ الفنان عبدالرضا كمال والشاعر المتألق ناشي الحربي وعبدالأمير عيسى وكبير المخرجين الفنان الأستاذ حسن ماهر (أبو محمد) والأخ الزميل خضير عبدالله وآخرين ربما لم تذكرهم ذاكرتي، في ذاك الزمن كانت مجلة مرآة الأمة متسيدة المشهد الإعلامي في الحرب العراقية- الإيرانية.
آه يا عبدالسلام: اتذكر يوم كتبتها وأنت تقدم كتاب (تاريخ وشخصيات من قرية المقوع) الذي ألفه وأعده الأستاذ الباحث محمد مرشد الطوالة الشمري وتبناه وطبعه د. عبدالله يوسف الغنيم رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية.. والقول هنا لأخي وأستاذي عبدالسلام: (ما أروعك في مقوعك)!
وها أنا اليوم استعيد عنوانك مع تغيير الخاتمة.
لقد عمل الأستاذ عبدالسلام مقبول طوال حياته على تحقيق وطنيته من خلال ريشته وألوانه، فكان على الدوام كويتيا حتى النخاع!
من يراجع أعماله وإنجازاته يجدها (كويتية صرفة) وأيضا يتابعه منذ طفولته وهو الأول على دفعته ففي حصوله على بكالوريوس هندسة الديكور كما كان الأول على دفعته من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1979م.
وكذلك كان الأول على دفعته في الماجستير من كاليفورنيا بالولايات المتحدة الاميركية عام 1983م.
لقد عرف الإعلام الكويتي الرسمي والخاص الأستاذ الفنان عبدالسلام مقبول الذي تدرج وتعلم ومارس مهنته الصحافية كفنان تشكيلي من الطراز الأول المحترف فنال النجاح تلو النجاح، لقد رأيته وشاهدته وزرته وهو يعمل مديرا لتحرير مجلة صوت الخليج في الثمانينيات ومديرا لتحرير «دليل التلفزيون» وفنانا رساما احتلت رسوماته الصفحات الأخيرة في «الوطن» ـ «السياسة» ـ «القبس» ـ «الأنباء».
عمل في جريدة 26 فبراير 1991 التي صدرت بعد التحرير.
لقد رأيت كثيرا من كتاباته التي لم تنشر على شكل أغان وأوبريتات، وكتب عمودا اسمه (شيء من القلب) وكان يكتب القصائد والمسرحيات وحصل على أنواع كثيرة من التكريم، ونال جوائز قيمة عربية وشهادات تقدير لإبداعاته في الكاريكاتير والفن التشكيلي، وله ميزة خاصة في تصميم الشعارات والبوسترات وديكور المسارح والأوبريتات، ولم ينل «تكريما من الدولة» حتى وفاته، ونأمل أن يكرم الآن لأعماله الجليلة التي يصعب حصرها.
٭ ومضة: عندما أنظر في عناوين كتبه أقف وأفكر طويلا كم تحمّل هذا الفنان من معاناة.
ـ كتاب شعري: عاشق الصمت!
ـ كتاب: قُبلة على جبين الأرض!
ـ أريد البسمة فأجد الريشة ترسم دمعة!
ـ كتاب: آهات عبدالسلام مقبول.
ـ كتاب: بسمات في النقد الساخر.. على واقعه، رحمه الله.
انظروا في العناوين ودققوا.. إنها رسائل من المرحوم بإذن الله عبدالسلام مقبول..
هي رسائل وليست كتبا لم يلتفت اليها أحد سوى طلاب علمه ومحبيه وياليت المسؤولين في الدولة يعيدون النظر ويتم إكرام هذا الكويتي إحقاقا للحق والعدل والإنصاف مادامت كل وسائل الإعلام تذكر مناقبه وإنجازاته الوطنية.
٭ آخر الكلام: ابن المقوع فقيد الكويت الأخ عبدالسلام مقبول أحمد الهادي، يا رب ارحمه واغفر له، أوسع مدخله، وأكرم نزله، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، ومنزلته الفردوس الأعلى من الجنة.. اللهم آمين يا رب العالمين.
٭ زبدة الحچي: مسيرة الفنان (أبو أحمد) مسيرة كبيرة لإنسان عصامي بنى نفسه وحاول خدمة وطنه بكل ما أوتي من قوة وحس وعمل وفكر وذهب إلى خالقه وهو أبصر بعباده منا جميعا.
رحمك الله وكل العزاء لأنجاله وأسرته ومحبيه ومتابعيه وأهله الصبر والسلوان.
وداعا يا أستاذنا وأنت ترحل عنا في الزمن الكوروني في جائحة 2021 وتبقى رسوماتك وفنك وإرثك الفكري، وريشتك وألوانك التي أسعدت بها قلوب متابعيك في داخل الكويت وخارجها، «فما أروعك ونحن نودعك !».. ولا نملك يا عبدالسلام إلا الدعاء لك بظهر الغيب خاصة ونحن نطالع صورك التي نشرت، ولن أنسى وغيري تلك النظرة المعاتبة الصامتة التي عرفت بها، ولاتزال تذكرنا بأعمالك الجليلة.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
سيرة عطرة لإنسان أحببناه ولم ننصفه!
في أمان الله..