اختتم قادة مجموعة السبع «G7» التي تضم أكبر اقتصادات العالم، قمتهم في كورنوول أمس، بوعود وتعهدات سخية أبرزها توزيع أكثر من مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بحلول نهاية العام 2022 على أمل القضاء على الجائحة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في اليوم الثالث والختامي أمس.
وقال جونسون، خلال مؤتمر صحافي، «طالبت نظرائي بالمساعدة في تحضير الجرعات اللازمة وتوفيرها من أجل تلقيح العالم بحلول نهاية العام 2022»، مضيفا: «لقد تعهد قادة الدول توفير أكثر من مليار جرعة» إلى الدول الأكثر فقرا.
وأضاف جونسون إنه سيتم الوفاء بهذا العدد من خلال مجموعة من الدول التي تقدم تبرعات مباشرة بالإضافة إلى مدفوعات لبرنامج «كوفاكس» لتقاسم اللقاحات الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية. وحثت المجموعة، في البيان الختامي، على التعاون مع منظمة الصحة العالمية بإجراء دراسة شفافة تستند إلى العلم، بما في ذلك في الصين، لمعرفة منشأ فيروس كورونا.
وفي سياق آخر، تعهد قادة دول المجموعة بمحاسبة روسيا على الهجمات الإلكترونية ووصفوها بأنها «تهديد عاجل ومتصاعد».
وقالت المجموعة في البيان إنها ستحاسب من هم داخل حدودها الذين ينفذون الهجمات، أو يسيئون استخدام العملة الافتراضية، وغير ذلك من جرائم الإنترنت.
ودعا قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، في البيان الختامي «روسيا إلى إجراء تحقيق عاجل وإلى تقديم شرح ذي مصداقية وإعطاء توضيحات ذات مصداقية حول استخدام أسلحة كيميائية على أراضيها وإلى وضع حد للقمع الممنهج للمجتمع المدني ولوسائل الإعلام المستقلة، وإلى كشف المسؤولين عن شن هجمات إلكترونية بواسطة برمجيات الفدية من داخل أراضيها».
كما دعا بيان المجموعة الصين إلى «احترام حقوق الإنسان» في كل من إقليم شينجيانغ (غرب) حيث تتهم بكين بارتكاب انتهاكات ضد الأقليات، وهونغ كونغ حيث تستهدف الناشطين المدافعين عن الديموقراطية.
وتعهد قادة دول المجموعة أيضا بتسريع التصدي للتغير المناخي محددين لأنفسهم هدفا بخفض انبعاثات الدول من ثاني أكسيد الكربون بمقدار النصف بحلول العام 2030 وزيادة المساعدات المالية للدول الأكثر فقرا.
وفي مؤتمر صحافي منفصل، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن بلاده عادت حاضرة في الديبلوماسية الدولية عبر القمة التي عكست «تعاونا وإنتاجية استثنائيين» في وقت حشد حلفاء بلاده ضد روسيا والصين.
وقال للصحافيين بعد انتهاء القمة «عادت أميركا إلى الساحة بحضور كامل» في الشؤون الدولية، مشيرا إلى أن الدفاع المتبادل عن حلف شمال الأطلسي «واجب مقدس» وأن القوى الديموقراطية تخوض «منافسة مع تلك الاستبدادية».
وتابع «نحن في تنافس، ليس مع الصين في ذاتها، (بل) مع الحكام المستبدين والحكومات الاستبدادية في جميع أنحاء العالم حول ما إذا كان يمكن للديمقراطيات التنافس معهم أم لا في القرن الحادي والعشرين الذي يشهد تغيرات على نحو سريع».
وفيما يخص الوباء فإنه يتعين على الصين السماح بدخول محققين لتحديد ما إذا كان ظهور فيروس كورونا كان طبيعيا أم نتيجة خطأ معملي. كذلك أكد بايدن بأن صندوق البنى التحتية العالمي الذي أعلن عنه قادة مجموعة الدول السبع أمس الأول سيكون «أكثر إنصافا بكثير» من «مبادرة حزام وطريق» الصينية، داعيا بكين لاحترام المعايير الدولية.
من جهته، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن مجموعة الدول السبع «ليست ناديا مناهضا للصين»، رغم دعوة البيان الختامي للمجموعة بكين إلى احترام حقوق الإنسان في شينجيانغ وهونغ كونغ.