يختتم الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم ماراتون القمم بأول قمة له مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ توليه منصبه في البيت الأبيض.
وبعد حضوره قمتين لمجموعة السبع «G7» وحلف شمال الاطلسي «الناتو»، اضافة الى القمة الاميركية- الاوروبية أمس، وصل بايدن إلى جنيف لبحث العلاقات الأميركية - الروسية التي أصبحت في وضع حرج، بحسب يوري أوشاكوف كبير مساعدي بوتين. ويبدو ان نقطة الاتفاق الوحيدة بين الجانبين، هي عدم الافراط بالتفاؤل في تحقيق اختراق كبير. ونقلت رويترز عن مسؤول بارز من إدارة الرئيس الأميركي انه لا يتوقع الكثير من القمة. وقال المسؤول الأميركي لدى هبوط طائرة الرئاسة الأميركية في جنيف أمس «لا نتوقع أن تسفر هذه القمة عن نتائج كبيرة».
وتستضيف فيلا «لا غرانج» الشهيرة في جنيف اليوم بوتين وبايدن، ومن المقرر أن تتألف القمة من ثلاثة أجزاء: لقاء بصيغة ضيقة، ولقاءين موسعين مع استراحة تتم خلالهما مناقشة العلاقات الروسية ـ الأميركية، والاستقرار الاستراتيجي، فضلا عن مكافحة وباء «كورونا» وتسوية النزاعات الإقليمية لاسيما دونباس وأوكرانيا.
واستبق بايدن القمة بلهجة حازمة تعهد فيها بأن يحدد للرئيس الروسي ما هي «خطوطه الحمراء». وقال في ختام قمة «الناتو» في بروكسل «لا نسعى إلى نزاع مع روسيا، لكننا سنرد إذا واصلت روسيا أنشطتها».
ويتوقع المراقبون محادثات صعبة بين بايدن وبوتين، وذلك على خلفية الخلافات الأخيرة بينهما، ويرون أن القمة لن تحل جميع الخلافات لكنها على الأقل وسيلة للحد من الصراع وتهدئة التوتر بشكل عام في العلاقات بين البلدين.
وبانتظار ما ستتمخض عنه قمته مع بوتين، يبدو ان بايدن نجح إلى حد كبير في محاولة رأب الصدع الذي أحدثه سلفه دونالد ترامب في العلاقات بين ضفتي المحيط الأطلسي خلال القمم التي عقدها في أوروبا.
وأكد أمس أن بلاده تطمح الى تكوين علاقات «رائعة» مع كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي (ناتو).
جاء ذلك في تصريح صحافي لبايدن لدى وصوله الى مقر الاتحاد الاوروبي لحضور قمة بروكسل، وكان في استقباله رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين.
وذكر الرئيس الأميركي في بيان صحافي قبل القمة «لدينا فرصة عظيمة للعمل مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي واشعر بشعور جيد حيال ذلك»، مضيفا انه «من المصلحة للولايات المتحدة أن تكون لها علاقة عظيمة مع الجانبين».
وأعلن بايدن الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لحل النزاع التجاري بين شركتي طيران (بوينغ) و(إيرباص) الذي استمر أكثر من 16 عاما ما يمثل «إنجازا كبيرا».
وقال في بيان: «اتفقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على تعليق الرسوم الجمركية لمدة 5 سنوات والتزامهما بضمان تكافؤ الفرص لشركاتنا وعمالنا».
وأكد أهمية العمل معا لمواجهة ممارسات الصين غير المراعية لقواعد السوق في هذا القطاع التي تعطي الشركات الصينية ميزة غير عادلة، لافتا الى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «سيعملان معا بطرق محددة تعكس معاييرنا العالية بما في ذلك التعاون في مجالي الاستثمار ونقل التكنولوجيا».
من جانبها، قالت الممثلة التجارية الأميركية السفيرة كاثرين تاي في مؤتمر صحافي «انه جرى حل احد اهم النزاعات التجارية القائمة منذ مدة بين الولايات المتحدة وأوروبا» مبينة انه «بدلا من الصراع مع أحد أقرب حلفائنا فقد اجتمعنا في النهاية ضد تهديد مشترك».