تحل فنلندا ضيفة على روسيا في سان بطرسبورغ اليوم ضمن منافسات المجموعة الثانية، منتشية بفوزها على الدنمارك 1-0، في مباراة دراماتيكية شهدت سكتة قلبية لصانع ألعاب الأخيرة كريستيان إريكسن، في المقابل، منيت روسيا بخسارة قاسية أمام بلجيكا 0-3 في سان بطرسبورغ، لتبقى دون أي فوز في آخر 6 مباريات في البطولة القارية. وقال مدربها ستانيسلاف تشيرشيسوف: «بعض الجزئيات مهمة في مباريات من هذا المستوى. أي هفوة صغيرة تقرر كل شيء».
بعد فوزها افتتاحا في ظروف غير مسبوقة، ذكرت بداية فنلندا اللافتة بمشوار آيسلندا في نسخة 2016، بتشكيلة خالية من النجوم والعقد، ستكون قادرة على بلوغ ثمن النهائي بحال فوزها على روسيا اليوم في سان بطرسبورغ.
قبل البطولة القارية الحالية، عجز المنتخب البالغ عدد سكانه 5.5 ملايين نسمة، عن التأهل إلى أي بطولة كبرى. ولكن ها هو الآن مع فوز بجعبته وحظ مرتفع لبلوغ ثمن النهائي، في مجموعة تضم أيضا بلجيكا القوية التي يلتقيها في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات.
وبحال فوزه على روسيا، سيضمن المنتخب الفنلندي التأهل بصرف النظر عن المباراة الثانية بين الدنمارك وبلجيكا، بحسب النظام الذي يسمح بتأهل أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، وذلك بعد انتهاء مباراتين بالتعادل في مجموعتين أخريين (ويلز مع سويسرا والسويد مع اسبانيا). قبل انطلاق النهائيات قال مدربها ماركو كانيرفا: «لا نذهب إلى كأس أوروبا للمشاركة فقط، نريد تحقيق النجاح. لست خائفا من أحد!»، أما لاعب وسطها يوني كاوكو، فقال امس: «ليس سلوكا جيدا أن تلعب من أجل التعادل. نريد الفوز»، وتابع «الاستاذ» كانيرفا «بدأنا البطولة بحلم. لكن هذا الحلم يمر عبر مراحل ولم نبلغه بعد. نبقى مركزين على لعبنا الدفاعي، ويجب أن نطور هجومنا. إذا أردنا تحقيق أهدافنا، يجب أن نسدد على المرمى أكثر من مباراة الدنمارك».
وصفة المدرب السحرية، هي تشكيلة متراصة، متحدة ومنظمة جيدا، تجعل الطريق نحو مرمى المتألق هراديتسكي زلقة على غرار رالي فنلندا، فهجوميا، يعول المنتخب المكنى «هوهكايات» (البومة الأوراسية أم قرون) على نجاعة تيمو بوكي نجم نادي نوريتش سيتي الإنجليزي، لترجمة فرصه النادرة، كما يقف رابع أفضل هداف في التصفيات (10) والعائد مع فريقه إلى البريميرليغ، على بعد هدفين لمعادلة الرقم القياسي للنجم التاريخي في البلاد ياري ليتمانن (32 هدفا).
وفي طريقها إلى كأس أوروبا، خاضت فنلندا مباراة ودية مع فرنسا بطلة العالم في نوفمبر الماضي. مباراة فاز فيها الفنلنديون 2-0 بمفاجأة صدمت حتى أبناء البلاد.
وبالعودة قليلا الى الوراء، ففي مشاركتها الأولى في بطولة كبرى بالعام 2016، صدمت إيسلندا الجميع وبلغت ربع النهائي في انجاز نادر لدولة بحجم صغير، تمكنت خلال من ازاحة العملاق الانكليزي 2-1 في ثمن النهائي، وها هي يورو 2020 تشهد مولد منتخب جريء قادم من الصقيع.
وتبدو أوجه الشبه متعددة بين الطرفين، فإيسلندا كانت تضم الحارس- مخرج الأفلام هانيس هالدورسون، فيما يملك سبارف قائد فنلندا ناديا للقراءة ويعبر عن أفكاره في مدونة على الانترنت.
كانيرفا قال: «ألهمتنا آيسلندا. أكدت لنا هذه التجربة انه حتى الدول، المتعارف عليها بأنها صغيرة، يمكنها أن تترجم أحلامها إلى حقيقة إذا قامت بالعمل المناسب».
لكن فيما حظيت آيسلندا بتشجيع رائع من جماهيرها في فرنسا، حدت القيود لعدم تفشي فيروس كورونا من حضور الفنلنديين بكثافة في الملاعب الروسية، برغم قرب بلد الالف بحيرة من مدينة سان بطرسبورغ التي يبعد وسطها ثلاث ساعات فقط عن الحدود.
مدرب روسيا: الانتقادات مستحقة
قال مدرب روسيا ستانيسلاف تشيرتشيسوف، إن فريقه استحق التعرض لانتقادات بعد العرض المتواضع أمام بلجيكا في مباراته الأولى ببطولة أوروبا 2020 لكرة القدم، لكنه أكد أن الاستعدادات تسير بشكل جيد قبل مواجهة فنلندا المقبلة.
وكانت قد خسرت روسيا 0-3 أمام بلجيكا يوم السبت على أرضها في ملعب سان بطرسبرغ وتعرضت لانتقادات حادة من المشجعين والنقاد. وأوضحت المباراة الفارق الضخم في المهارة والموهبة مع بلجيكا صاحبة المركز الأول في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا). وعانى خط دفاع روسيا تحت الضغط أمام هجوم بلجيكا القوي، ليثير الشكوك حول آمال الفريق في اجتياز منافسات دور المجموعات لأول مرة منذ 2008 مع اللعب في المجموعة الثانية مع فنلندا والدنمارك أيضا.
وقال تشيرتشيسوف للصحافيين قبل مواجهة فنلندا «الانتقادات مستحقة، لقد تعافينا من المباراة الأولى. الآن نحن نستعد بشكل مختلف، فنلندا ليست سهلة، ولقد أظهرت ذلك بالفعل».
وتعرض يوري جيركوف الظهير الأيسر لروسيا لإصابة في الفخذ أمام بلجيكا، وأكد تشيرتشيسوف أن اللاعب، الذي سيبلغ عامه 38 في أغسطس، لن يتمكن من استكمال منافسات البطولة.