فقدنا خلال الأسبوع الماضي ثلة من الأخيار فكانت البداية فاجعة غياب الزميل والصديق الأخ «بوعلي» وليد إبراهيم الصولة، رحمه الله وأحسن مثواه والذي زاملته من أيام الطفولة بمنطقة حولي وأيضا بالدراسة من المرحلة المتوسطة حتى الجامعة ثم بالعمل في وزارة التربية مدرسين وقياديين، رحمك الله يا أبا علي لقد كنت كالنسيم وصداقتك نبع وفاء للصداقة والأخوة فلم يقطعنا عنك وعن التواصل معك إلا أزمتك الصحية نسأل الله لك الرحمة والمغفرة، عشت بيننا كالنسيم وغاب ظلك كما النسيم وستبقى ذكراك في قلوبنا وذاكرتنا للأبد فأنت ستبقى «وليد» المحبة الباقية في ذاكرة كل أصدقائك لأنك عشت فينا بابتسامتك وحديثك المميز والهادي وأخلاقك الرائعة وأدبك الجم، لن ننساك يا أبا علي للأبد الله يرحمك وذكراك باقية في أبنائك، الله يحفظهم وفي إخوتك الأعزاء الله يصبرهم على فراقك إلى جنات الخلد يا وليد!
ثم تلا غياب وليد الصولة صديق وزميل أيضا من الطفولة في الأندية الصيفية تعلمنا منه الكثير لأنه كان لا يبخل بالعطاء، ثم زاملته في عالم صاحبة الجلالة «الصحافة» وخاصة في صفحة المقالات بجريدة الأنباء الغراء وكنا نلتقي دائما وخاصة بعد الغزو الغاشم وكانت لنا صداقات مشتركة في الوسط الصحافي!
وداعا يا عبد السلام فقد كنت نعم الصديق والزميل وكنت سلاما مقبولا «لكل من زاملك وصادقك وعرفك وعرف عنك هدوءك ودماثة خلقك وأدبك وتواضعك وارتبطنا «بريشتك» المعبرة فكم من رسومات كاريكاتيرية أوحت لنا بمقال سياسي أو اجتماعي، وكم من رسم فجَّر فينا إحساسا وطنيا وعبرنا عنه بالرأي وتوافق كذلك رأيك المنير عبر ريشتك وأيضا عبر قلمك ورأيك بمقالاتك الوطنية الرائعة، رحمك الله وأحسن مثواك يا عبدالسلام، والله يصبر أهلك وعائلتك وأصدقائك على فراقك يا طيف الهدوء والسكينة!
والوداع الأخير لاستأذنا وأحد علمائنا الأجلاء د.يوسف عبد المعطي الذي عرفته عندما طلبت منه كتاب اليوبيل الفضي للمدرسة المباركية، حيث أنتجه عندما كان ناظر لها في تلك السنة ومصادفة عندما التحقنا بمعهد التربية للمعلمين كان ـ رحمه الله ـ مديرا عام 74-75 ثم قابلته بعدها وهو مدير لقطاع التعليم الفني والمهني بالتربية عندما تقدمت لبعثة دراسية للحصول على الماجستير بعد حصولي على الشهادة الجامعية عام 1981 وكنت مدرسا بالمرحلة الثانوية آنذاك. لقد كان رحمه الله ونعم التربويين الذين تعلمنا منهم حسن الإدارة والقيادة خاصة أيام ما عملنا معه في مؤتمرات أسابيع التربية بجمعية المعلمين في اللجان الفنية والإدارية والإعلامية، وقد استفدنا من خبراته الكبيرة وتعلمنا من فكره القيادي حيث كان لا يبخل علينا بالمعلومات والنصح والتوجيه. رحم الله أستاذنا ومعلمنا الجليل الدكتور والأستاذ يوسف عبدالمعطي وأسكنه فسيح الجنان وأحسن مثواه وتعازينا لأسرته وأصدقائه الذين لا نزال نسعد بهم وبمعرفتهم ونلتقيهم بكل المناسبات!
نعم ثلاثة أهرامات فقدناهم تربطنا بهم ذكريات العمل والدراسة والحياة رحمهم الله جميعا وأحسن مثواهم وتقبلهم بالقبول الحسن، اللهم آمين والحمد لله!