قوافل التطوع الإنساني للخارطة العالمية تعني الكثير، حيث إنها تمثل طوق النجاة للكثير من البشر وقت الكوارث والملمات البيئية والطبيعية وغيرها، ولا يقدر هذه القوافل حق تقديرها أو يشعر بقيمتها أكثر من المتعرض للكارثة، حيث يقيمها بالدعاء الصادق لمن يجودون بها وللعاملين عليها بكل مشاعرهم الإنسانية ودورهم في تفعيلها وتعددها سلماً أو حرباً!
ولاختصار هذه الأدوار، فإن المعني هنا هم أهل ديرتنا حكاما ومحكومين سابقا ولاحقا، والذين اشتهروا بفزعتهم المتواصلة لنصرة بلدهم سواء بقوافلنا الخيرية والإنسانية بكل مسمياتها ودورها خارج وداخل هذا الوطن الغالي، أو عندما حل العدوان الغاشم على تراب أرضنا وأهله المسالمين، منذ بداية ذلك الكابوس وحتى نهايته، حيث هب المواطنون في كل مكان دفاعا للمشاركة في قوافل التطوع بالتنسيق السري والعلني مع إدارات الدولة المعنية بفرق التطوع، وكان ذلك من جميع أهل الكويت بمختلف شرائحهم وأعمارهم وتخصصاتهم، بكل اقتدار وتلاحم وتميز، فخفف ذلك من جروح وطننا وآلامه وتبعاته، حتى حانت ساعات دحر العدوان وتحرير أرضنا من أنياب عدوها البعثي الصدامي!
وبقيت عزة الكويت وكرامتها تاجا وفخرا من المساهمين في قوافل التطوع بتميزها عفوية كانت ورسمية، وما النصر إلا من عند الله، بإخلاص متطوعيها وطاعتهم للرحمن وحرصهم على خدمة للوطن الغالي في كل ظروفه وأحواله.
ولا تزال هذه المشاعر والأحوال الإنسانية في استنفار ضد كل الأخطار الطارئة داخل وخارج الوطن مع كل الأحوال الإنسانية، آخرها كارثة «كورونا» التي حلت على العالم قبل أكثر من عام ونصف العام، ولا تزال قوافلنا التطوعية الإنسانية تؤدي واجبها بكل سلاسة وجدارة داخل الوطن وخارجه، بكل اعتزاز وتميز عبر لجانها الرسمية والشعبية لما ينفع الإنسان أينما كان تحت راية الكويت بلاد العرب والأعاجم، كما وصفها المغفور له بإذن الله أميرنا الراحل عبدالله السالم، طيب الله ثراه، ووصيته بدستورنا خيرا في كل ظروف، لضمان حياة إنسانية كريمة جيلا بعد جيل، مهما تداخلت الظروف وتغيرت الأحوال، فالقيادة الحكيمة الرحيمة الإنسانية تلبي تلك الوصايا الإنسانية باسم هذا الوطن الشهم الوفي لأبنائه وللمقيمين الأوفياء المخلصين وكذلك المتطوعين في مختلف القوافل الإنسانية بلا تكلف ولا نكران لاستمرار دورها المطلوب حاليا ومستقبلا لمن كرمهم الرحمن الرحيم، بسلامتكم.