- هناك بذخ وفساد ومعهما مصروفات إدارة وصيانة غير ضرورية للمباني التعليمية
قال «الشال» في تقريره الأسبوعي انه أسوة بالفساد تضاعفت أجهزة رقابته وساء ترتيب الكويت في مؤشر مدركاته، في التعليم أيضا تزايد عدد الأجهزة واللجان ودراسات صندوق النقد الدولي واستعارة تجارب دول متقدمة في التعليم مثل سنغافورة، وكلها بتكاليف متزايدة، وهوى مستوى التعليم العام والعالي. ذلك يحدث في نفس الوقت الذي تقدم فيه الحكومة خطتها الخمسية الثالثة وضمنها إيحاء بأن ما سبقها، أي الخطة الخمسية الأولى والثانية، قد حققت معظم أهدافها، ولا معنى لأي مشروع تنموي ما لم يرتق بمستوى الإنسان هدف التنمية ووسيلتها وصناعة الإنسان من جودة تعليمه.
ورأى التقرير أن أزمة التعليم في الكويت تكمن في غياب الوعي لدى الإدارة العامة بأهميته، وليس في شح الإنفاق عليه، فتكلفة التعليم للطالب من الأعلى في العالم، أو نحو 4693 دينارا لرياض الأطفال، ونحو 3280 دينارا لطالب الابتدائي، و3426 دينارا لطالب المرحلة المتوسطة، و3651 دينارا لطالب المرحلة الثانوية، أي بمتوسط تكلفة للتعليم العام بنحو 3762 دينارا. وتبلغ تكلفة الطالب بعد الثانوية في الكويت للسنة المالية 2019 /2020 نحو 6850 دينارا وهو واقع قسمة مصروفات التعليم العالي على عدد طلابه، بينما بلغت في عام 2017 نحو 10385 دينارا في الولايات المتحدة، و7405 دنانير في النرويج، و5749 دينارا لألمانيا، و3251 دينار في كوريا الجنوبية وفقا لنشرة المركز الوطني لإحصاءات التعليم (NCES)، والنشرة صادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، والفارق شاسع لصالح تلك الدول في مستوى تعليمها.
وأوضح التقرير ان العلاقة العكسية بين ارتفاع مستويات الإنفاق على التعليم وانحدار مستواه تكمن في خطيئة تخصيص الموارد المصروفة على مكوناته، فهناك فائض في عمالة محسوبة على التعليم ولا علاقة لها به، وهناك بذخ وفساد ومعها مصروفات إدارة وصيانة غير ضرورية لمبانيه، ويغيب الربط بين المكافأة، أو راتب المعلم، وتميزه في مصدر ومستوى الشهادة، أو إنجاز الأبحاث المحكمة، أو متابعة التعليم المستمر. وصناعة الإنسان، وهو أمل ووسيلة وهدف التنمية، تتطلب وعيا والتزاما وصبرا ووقتا، وقد تستغرق جيلا كاملا، لكن من دون وضع إستراتيجية صحيحة والتقيد الصارم بها أي حديث عن التنمية ليس سوى سراب.
وأضاف التقرير انه في برنامج الحكومة الحالية إقرار مقدر ومشكور بأن التعليم العام في الكويت متخلف بنحو 4.8 سنوات مقارنة بدول تنفق عليه مستويات أقل ومخرجاته هم مدخلات التعليم العالي، وفي الأسبوع الفائت نشرت QS لتصنيفات الجامعات تقريرها وضمنه هوت جامعة الكويت العامة والوحيدة في تصنيفها الى ما بعد الألف. وفي تسعينات القرن الفائت ساوت الكويت التعليم بالترويج للسلع الاستهلاكية، «اشتر علبة والثانية مجانا»، وأصدرت قرارا مضمونه، «ادرس سنة وانتقل مرحلتين». وفي نفس الزمن وفقا لتصريح وزير سابق، رفض مجلس الجامعة قبول اساتذة بشهادات ضعيفة، وتدخل رئيس مجلس الوزراء لتعيينهم بدعوى «أنهم عيالنا». ومنذ ذلك الحين انتشرت الشهادات المضروبة، ولن يقتصر الضرر على امتيازات حامليها المالية، وانما أصبح حاملوها في أعلى مراكز سلطة اتخاذ القرار، وتولى بعضهم مهام التدريس، وكانت نتيجته تخلف التعليم العام والعالي وفق المؤشرات المذكورة.