أطلق الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي أول وعوده فور الإعلان الرسمي عن فوزه في الانتخابات الرئاسية أمس، متعهدا ببذل قصارى جهده لحل مشاكل البلاد، في ظل وضع معيشي صعب وأزمة اقتصادية خانقة فاقمها وباء «كورونا».
وأعرب الرئيس الجديد عن تمنياته بأن يكون «محل ثقة الشعب الإيراني الذي انتخبه». وقال: «سأتعاون مع حكومة روحاني وسأعقد اجتماعات مع أعضاء حكومته للاطلاع على تجربتهم في إدارة البلاد»، داعيا جميع الخبراء والمفكرين إلى «تقديم وجهات نظرهم حول إدارة البلاد». وأضاف رئيسي: «آمل التعويض عن الثقة التي منحني الشعب إياها»، مؤكدا أنه «سيشكل حكومة الشعب». وفاز المحافظ رئيسي بالانتخابات بحصوله على 61.95% من أصوات المقترعين، ليخلف بذلك الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني.
وبحسب النتائج النهائية أعلن وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، أن نسبة المشاركة في الانتخابات أمس الأول، بلغت 48.8%، وهي الأدنى لاستحقاق رئاسي في تاريخ الجمهورية منذ تأسيسها عام 1979. حيث نال نحو 18 مليون صوت، من إجمالي المقترعين الذين بلغ عددهم 28.9 مليون.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة 73%، في حين شهدت الانتخابات التشريعية في فبراير 2020، نسبة امتناع قياسية بلغت 57%. ورغم قربه من المرشد الأعلى علي خامنئي وانتمائه الى التيار المحافظ الذي ينظر بعين الريبة الى الدول الغربية، أكد رئيسي خلال حملته أولوية رفع العقوبات، وأنه سيلتزم بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي تجري مفاوضات ماراثونية في فيينا لإعادة إحيائه.
ونظرا لأن السياسات الإيرانية العامة تحدد على مستوى أعلى من الرئاسة وتعود الكلمة الفصل فيها الى المرشد، يتوقع ألا يؤثر انتخاب رئيسي على المباحثات الجارية في فيينا، والتي يتوقع ألا تصل الى نتيجة حاسمة قبل تسلم الرئيس الجديد وحكومته مقاليد الحكم في أغسطس. وكان المرشد الأعلى اعتبر أن الانتخابات «انتصار للشعب الإيراني في مواجهة دعاية العدو».
وأضاف خامنئي في تغريدة أن المنتصر في الانتخابات هو الشعب الذي أفشل مجددا ما وصفها بالمؤامرات الخبيثة والحرب الإعلامية التي شنها العدو.
من جهته، توجه روحاني إلى خلفه أمس في مقر رئاسة السلطة القضائية، حيث هنأ رئيسي، بفوزه.
وبحسب ما أوردته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا)، ناقش روحاني ورئيسي عددا من القضايا، شملت «المشاركة الحماسية للشعب في الانتخابات» بحسب الوكالة.
وفي تعليقه على النتائج، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه يتعين على الجميع العمل مع رئيسي من الآن فصاعدا فهو الرئيس المنتخب. وفي تصريحات له وصف ظريف رئيسي بـ «الرجل العقلاني» الذي سيقود البلاد بشكل جيد.
وتوالت التهاني الى الرئيس الجديد حيث هنأه الرئيس العراقي برهم صالح، امس، وقال: «المنطقة بأمس الحاجة إلى الحكمة والحكماء وتغليب لغة الحوار والتواصل، والنظر بجدية إلى مصالح شعوبنا المترابطة وتعزيزها عبر إرساء الأمن والاستقرار والسلام واحترام السيادة».
كما صرح الملحق الصحافي لدى السفارة الروسية في طهران، مكسيم سوسلوف، امس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعث برسالة إلى رئيس القضاء إبراهيم رئيسي، هنأه فيها بفوزه بالانتخابات الرئاسية في إيران، معربا عن أمله في زيادة تطوير التعاون الثنائي البناء في مختلف المجالات، فضلا عن التفاعل بشأن القضايا الدولية، مشيرا إلى أن ذلك في مصلحة البلدين.
في المقابل، دعت منظمة «العفو الدولية» إلى إجراء تحقيقات جنائية مع الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي، متهمة إياه بالتورط في جرائم ضد الإنسانية.
وقالت الأمينة العامة لـ «العفو الدولية» أنياس كالامار، في بيان صدر عنها امس، إن الرئيس المنتخب متورط في جرائم قتل واختفاء قسري وتعذيب، مشددة على أن انتخابه لمنصب رئيس الدولة يذكر بـ «سيادة الإفلات من العقاب في إيران».
ولفتت كالامار إلى أن «العفو الدولية» في عام 2018 وثقت الدور الذي أداه رئيسي كعضو فيما وصفته «لجنة الموت» المسؤولة عن ممارسة أساليب الاختفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء بحق آلاف المعارضين السياسيين في سجني إيفين وكوهردشت قرب طهران عام 1988. وتقدم رئيسي بفارق كبير على منافسيه، وضمن الغالبية المطلقة من الدورة الأولى. وحل ثانيا المحافظ محسن رضائي (أكثر من 3.3 ملايين صوت)، ثم الإصلاحي عبدالناصر همتي (أكثر من 2.4 مليون)، والمحافظ أمير حسين قاضي زاده هاشمي (نحو مليون).