بينما يبدأ العالم هذا العام، في التخلص التدريجي من تداعيات «كوفيد 19»، لم يقتصر انتعاش قطاع السيارات الكهربائية، على صناعة سيارات السيدان فحسب، بل شرع في بناء نظام بيئي كهربائي متكامل، مع إعادة تصور ما يمكن أن يكون عليه نظام المواصلات في المستقبل على جميع الأصعدة.
ويبدو أن عام 2021، سيشكل نقطة الانطلاق الحقيقية للسيارات الكهربائية، في ظل دخول العديد من الشركات العالمية الكبيرة لهذا المضمار.
وتمكنت الشركات العاملة في صناعة السيارات الكهربائية من تحقيق عائدات مهولة على مدى العام الماضي، حيث ارتفعت أرباح مؤسسة وركهورس الناشئة، بأكثر من 551%، بينما قفزت أسهم كل من «تيسلا» بنسب قياسية قدرها 740%.
وبينما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، عن خطط ترمي لتحويل كافة الأساطيل الحكومية لسيارات تعمل بالكهرباء في إطار السعي إلى وسيلة لمعالجة تغير المناخ وخلق فرص عمل، وقعت خدمة البريد، عقدا لمدة 10 سنوات بمليارات الدولارات مع شركة أوشكوش ديفنس، لإنتاج آلاف من شاحنات البريد بالكهرباء.
كما ناقش قادة مجموعة السبع خططا طموحة لتحويل الدفة من الاعتماد على السيارات التي تعمل بالبنزين إلى سيارات صديقة للبيئة بحلول نهاية العقد في إطار التدابير التي تتخذها المجموعة لمكافحة تغير المناخ.
ويتضمن أحد الاقتراحات، سعي حكومات مجموعة دول السبع «جاهدة» لضمان عدم اعتماد غالبية سيارات الركاب الجديدة على البنزين أو الديزل بحلول عام 2030.
إلى جانب ذلك قالت المستشارة الألمانية ميركل في رسالة إنه ينبغي أن تكون في بلادها مليون محطة لشحن السيارات الكهربائية بحلول عام 2030.
وتأتي تصريحات ميركل مع مسؤولين في قطاع صناعة السيارات لبحث كيفية تسريع الخطى باتجاه السيارات التي تعمل بالبطاريات ولا تتسبب في الكثير من الانبعاثات الملوثة للبيئة.
وقالت ميركل «من أجل هذه الغاية، نريد إقامة مليون نقطة شحن بحلول عام 2030 ويتعين على الصناعة المساهمة في هذا الجهد، هذا ما سنتحدث عنه».
ولدى ألمانيا حاليا 20 ألف نقطة شحن فقط. وتستهدف الحكومة أيضا الحفاظ على وظائف تصنيع السيارات وقطع الغيار.
ولذلك تعتبر السيارات الكهربائية هي المستقبل، وتكنولوجيا صناعة هذه المركبات في تطور مستمر، ومن المتوقع أن يصل الطلب على سوق السيارات الكهربائية العالمي إلى 1.212 مليار دولار بحلول عام 2027.
ويعود السبب في هذا النمو الهائل إلى تسابق الدول وكبرى شركات صناعة السيارات في العالم من أجل إنتاج وتطوير سيارات كهربائية أفضل وأكثر ديمومة من سابقاتها، ولا يقتصر الأمر على طراز واحد فكل شركة تعلن عن نيتها إنتاج أنواع مختلفة من هذه المركبات.
فشركة شيفروليت مثلا أعلنت نيتها إنتاج 30 نوعا مختلفا من السيارات الكهربائية بحلول عام 2025، أما شركة هيونداي فتعهدت بتصنيع 23 نوعا جديدا من هذه السيارات خلال نفس الفترة، وكذلك فعلت شركتا مرسيدس وتويوتا وبقية الشركات التي تخوض سباقا محموما من أجل كسب أسواق المستقبل.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف سنستعد لحياة قد ينخفض فيها الطلب العالمي على النفط؟
[email protected]