أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أنه لاتزال هناك «مسافة كبيرة» لتقطعها الأطراف المتحاورة، فيما يتعلق بقضايا رئيسية في محادثات اعادة احياء الاتفاق النووي الايراني التي تجري في فيينا واختتمت جولتها السادسة امس، مشيرا إلى ان خلافات لاتزال قائمة بين إيران والقوى العالمية الست، وكرر القول أن القرار الأخير في هذا الأمر يعود للزعيم الأعلى الإيراني.
وأضاف سوليفان في مقابلة مع قناة إيه.بي.سي نيوز «لاتزال هناك مسافة كبيرة لابد أن نقطعها فيما يتعلق ببعض القضايا الرئيسية بما يشمل العقوبات والالتزامات النووية التي يتعين على إيران تنفيذها».
وأشار سوليفان إلى أنه يجري التفاوض في فيينا بشأن أي العقوبات سترفع عن إيران، كاشفا أن طهران تريد تخفيفا للعقوبات يتجاوز ما كان ينص عليه الاتفاق النووي الأساسي الموقع عام 2015. وقال نريد إعادة فرض القيود على برنامج إيران النووي وفق الاتفاق الأساسي وبعدها نتفاوض بشأن اتفاق أقوى.
وحول المعلومات عن ارتفاع نسبة تخصيب اليورانيوم، قال سوليفان إن استراتيجية الرئيس السابق دونالد ترمب «قربت إيران من السلاح النووي وزادت من زعزعتها لاستقرار المنطقة»
من جهته، أكد مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى المفاوضات انريكي مورا، أن المشاركين في المفاوضات غير المباشرة التي تجري منذ أبريل الماضي حققوا تقدما ملموسا، ولكن لم يتوصلوا إلى اتفاق بعد، معلنا أنهم أرجأوا المفاوضات للتشاور في عواصمهم. وقال مورا في مؤتمر صحافي امس، في فيينا، عقب جلسة ختامية للجولة السادسة: «أحرزنا تقدما في هذه الجولة، وأصبحنا أقرب لكن لم نصل بعد». وهو ما أكده كذلك، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي أيضا، معلنا توقف المفاوضات امس، لكي يعود المفاوضين إلى عواصمهم لإجراء مشاورات لأنه لا يمكن حل الخلافات الباقية بسهولة.
وقال عراقجي للتلفزيون الإيراني الرسمي من فيينا «نحن الآن أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق لكن الهوة القائمة بيننا وبين الاتفاق لاتزال قائمة وسدها ليس بالمهمة السهلة». وكشف أن جميع الوثائق المطلوبة لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة والقوى العالمية، جاهزة.
ونقلت عنه وكالة «بلومبيرغ» للانباء، عنه قوله إن هناك «قضايا رئيسية لاتزال قائمة»، إلا أنه أعرب عن الأمل في التوصل إلى اتفاق نهائي لإعادة إحياء الاتفاق خلال الجولة المقبلة من المفاوضات خلال الأسابيع القادمة. وقال عراقجي «سد الفجوات يتطلب قرارات يتعين في الأساس على الطرف الآخر (واشنطن) اتخاذها. أرجو في الجولة المقبلة أن نقطع هذه المسافة القصيرة رغم صعوبتها».
من جهته، أكد ميخائيل أوليانوف، مبعوث روسيا إلى المحادثات النووية «أن لا أحد يعلم متى تستأنف الجولة المقبلة من المفاوضات».
كما أشار في حديث للصحافيين في فيينا أن بالانتهاء من صياغة وثيقة الاتفاق تحتاج إلى أسبوعين إضافيين، مضيفا أن النص بات جاهزا تقريبا، لاسيما أن المشاركين أزالوا الكثير من الفراغات المتعلقة بالعقوبات.
وكشف أن الإيرانيين يصرون على رفع العقوبات عن المرشد علي خامنئي، وهذا أمر طبيعي، وفق قوله.