القاهرة - خديجة حمودة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي حرص مصر على تعزيز آليات التعاون المشترك مع اليونان على مختلف الأصعدة، خاصة على الصعيد السياسي والعسكري والتجاري والطاقة، فضلا عن الارتقاء بالتعاون القائم في إطار الآلية الثلاثية مع قبرص، وذلك على نحو يحقق المصالح والأهداف المشتركة لهم في منطقة شرق المتوسط، وكذلك مواجهة التحديات المختلفة في المنطقة.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، امس، كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء جمهورية اليونان، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وم.طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة ود.محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ووزيرة البيئة ياسمين فؤاد.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن اللقاء شهد عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس السيسي برئيس الوزراء اليوناني مشيدا بالمستوى المتميز للعلاقات الثنائية الاستراتيجية الممتدة والآخذة في التنامي بين مصر واليونان في جميع المجالات.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء اليوناني عن اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من علاقات تعاون وثيقة، والتي تمثل نموذجا للتعاون البناء بين دول المتوسط، خاصة في ظل ما تتمتع به مصر من مكانة متميزة وثقل إقليمي ودور محوري في المنطقة بقيادة الرئيس السيسي، مؤكدا أن اليونان ستظل أحد الداعمين لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، فضلا عن الاهتمام اليوناني المتبادل بتعزيز مسيرة التعاون المشترك بين البلدين، وكذا تطوير آلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، والتي تعد آلية ناجحة وفعالة للتنسيق والتعاون المؤسسي المنتظم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الثلاث.
كما شهد اللقاء التباحث بشأن تطورات القضية الفلسطينية، حيث أعرب رئيس الوزراء اليوناني عن خالص تقدير بلاده للجهود المصرية بقيادة الرئيس السيسي، والتي أفضت إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلا عن المبادرة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس السيسي أهمية سرعة العمل على إحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي.
وتمت أيضا مناقشة مستجدات الأوضاع في ليبيا، حيث تم التوافق على دعم المسار السياسي القائم وصولا إلى إجراء الاستحقاق الانتخابي المنشود في موعده المقرر نهاية العام الحالي، بالإضافة إلى أهمية خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية وعودة ليبيا لأبنائها، واستعادتها لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها.
كما تم التباحث كذلك حول موضوع مياه النيل، وآخر المستجدات فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، حيث تم التوافق بشأن أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق مصالح الدول الثلاث، ويحافظ على الاستقرار الإقليمي، مع التأكيد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بدور جاد في هذا الملف، حفاظا على استقرار المنطقة فضلا عن إبراز حسن النية والإرادة السياسية اللازمة من كافة الأطراف في المفاوضات الحالية، وفي ختام المباحثات، عقد الجانبان مؤتمرا صحافيا مشتركا في قصر الاتحادية.