«أسفل» كلمة نكرة غير محددة لا يعرف عمقها ومداها، لعلها سرداب أو سردابان أو عشرة أو وادٍ سحيق.
هناك قمم في حياة الإنسان يراها شاهقة وعالية تكاد تصل إلى السماء وهي حقيقة ويل وواد سحيق إذا جاءه الظمآن لم يجده شيئا كما هي خزي وعار يقع بها من سعى لها، وذلك لمن ليس له مبدأ وأصول يرتكز عليها ويلتزم بها.
بعض الناس كما يقول المثل «مع الخيل يا شقرا»، كلمة توديه وكلمة تجيبه، لا يرى إلا مصلحته وطاعة المعازيب، ليست له مبادئ تنظم رأيه وتصوب قراره ويتصف بها حينما يتكلم أو يبدي رأيه، هو يعتقد أنه في صعود وارتقاء لكنه بالفعل يهوي إلى الأسفل.
نراهم كثيرا يحسبهم الجاهل أهلا للعلم والمعرفة وقدوة وصلت إلى العلياء بجهدهم وفكرهم الراقي إلا أن الحظ اختارهم ليكونوا موالي في صرح القمم الساقطة.
هذه النوعيات لا تنطبق على نوع معين من البشر، بل العامة من الناس، من يحاول الصعود إلى الأسفل دون قيود وهدى وصراط مستقيم.
لذا، من الممتع أن يكون الإنسان مهما كانت نوعيته في قومه صاحب مبدأ وقيد، يعرف الحق فيتبعه ويعرف الباطل ويتجنبه، صاحب فكر سليم يدعو للإصلاح وينشر الصلاح لا يفكر في مغانم ولا يريد عزايم، همه طاعة الله والمحافظة على البلاد والعباد، يكون عنصرا فاعلا في مجتمعه يفكر بجد ويعمل بجهد، إذا اختير كان الشخص المناسب في المكان المناسب وإذا استشير كانت مصلحة الأمة فوق كل اعتبار.
لا تكون الأسماء متكررة ولا الخبرات متجذرة بل نريد التجديد والعمل الجديد، ففي البلاد رجال همهم رفعة البلاد وتطورها فبعد أن كانت الكويت زهرة الخليج أصبحت في آخر الركب تلتقط بواقي من سبقها وتصعد إلى أسفل.
[email protected]