ما إن أعلن عن مرسوم الجامعات الحكومية حتى بدأت مطالبات كثيرة لتأسيس وإنشاء هذه الجامعات! والمرسوم ذكر بوضوح إنشاء جامعة عبدالله السالم، وأن كل مرافق جامعة الكويت الحالية من كليات ومبان إدارية ومبان مساندة ستكون لهذه الجامعة التي ستعد ثاني جامعة حكومية بعد انتقال كلي لجامعة الكويت إلى موقعها الجديد في مدينة صباح السالم الجامعية، الصرح المعماري المتكامل والرائع.
من هنا بدأ التسابق في اتجاه منافسة جامعة عبدالله السالم قبل أن ترى النور، وهنا نحن في الحقيقة نؤكد الضغط السياسي على مجلس أمناء الجامعات الحكومية في هذا الاتجاه.
لذلك نقول إن الإخوة في «الأمانة» لم يعلنوا خططهم المستقبلية في اتجاه إنشاء جامعات حكومية متعددة وفقا لتسابق المقترحات التي صدرت من مهتمين وأكاديميين ونواب على رأسهم اللجنة التعليمية بمجلس الأمة، ومن هنا نؤكد أن المرسوم حدد جامعة حكومية واحدة وهذا في اعتقادنا المتاح أمام مجلس الجامعات الحكومية مبدئيا لذلك يتبقى علينا التريث لنرى النهج الأكاديمي الذي يخطط له مجلس الجامعات الحكومية، لأن إنشاء جامعة حكومية ليس أمرا هينا وبهذه الخطوط المتسارعة حتى لا نقع في «مطب» فني وإداري وأكاديمي وبالتالي «سياسي» واجتماعي يؤثر على مسيرة الجامعة الحكومية المقترحة بالمرسوم والتي يجب أن يبدأ التخطيط لها من هذه اللحظة قبل فوات الأوان!
في اعتقادنا أن استقلالية وزارة التعليم العالي ووجود أمانة خاصة بالجامعات الحكومية هو في الحقيقة الخطوة الأساسية بالطريق الصحيح وحتى لا نستبق الأحداث ونؤسس لجامعات حكومية رديفة لجامعة الكويت ثم نقع في مشكلة «تقييم» هذه الجامعات مستقبلا وهنا نعيش «هواجس» كثيرة أكاديميا ومجتمعيا لذلك نطلب أن تكون الانطلاقة على أرض صلبة متكاملة التخطيط الفكري العلمي والأكاديمي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي لان في الحقيقة الجامعات الخاصة مرت بهذه المراحل قبل أن تكون مباني قائمة على أرض الواقع وبهذه الكثافة الأكاديمية والعلمية والاجتماعية من هنا نقول علينا التخطيط السليم بالاتجاه الواضح قبل الدخول في كل «المتاهات» التي تؤدي إلى انهيار الفكرة من مرسوم إنشاء الجامعات الحكومية وندخل بالجدل «السياسي» والاجتماعي الذي سوف يعصف بمشروع الفكرة التي انتظرنا ولادتها من عام 1992 عندما اطلق الراحل أحمد الربعي، رحمه الله، آنذاك بأن من أولى أولوياته «كوزير للتربية والتعليم العالي» إنشاء جامعة حكومية ثانية وماتت الفكرة حتى ظهرت عام 2020، فهل ننتظر كل هذه المدة والمسافة من جديد؟!