ذهبت لإنجاز معاملة قطع هاتف أرضي خاص بي، ولا أريد أن أشرح كيف وصلت إلى مبنى السنترال، وسأترك لكم هذه التجربة للذين عندهم الشغف لمعرفة لتلك التجربة الجميلة.
أما من داخل المبنى «الداخل مفقود والخارج مولود»، طبعا مولود بالهمّ والغمّ لأنك ستخرج مذهولا.
في أي عصر نحن، وتلك هي المباني المتهالكة التي شيدت في الستينيات التابعة لوزارة المواصلات في عصر النهضة، وناهيك عن المنظر الخارجي الذي تم تصميمه وتنفيذه في السنوات القليلة الماضية، وأنا في اعتقادي أنه تم صرف مبالغ باهظة وقد تقدر بالملايين لعمل تصميم وتنفيذ فضائي خيالي لا يمت بصلة لأي من عالم التصاميم الحديثة، حتى في الدول النائية والفقيرة لم تصل لهم هذه الفكرة. الله يسامح من كان المسؤول في تلك الفترة.
الله يكون في عون الموظفين الذين يعملون داخل هذا المبنى التعيس والكئيب، والله يعيننا على الصبر في إنجاز معاملاتنا.
وطبعا بعد دخولنا إلى المبنى لمعرفة القسم المختص، هناك قصة أخرى وقديمة لدى أغلبية موظفي الجهات الحكومية ألا وهي أن «السيستم عطلان»، «طيب والى متى سيستمر العطل حتى استطيع القدوم؟»، الجواب «لا يمكنك القدوم لأن السيستم عطلان من أسبوع وأيضا عليك أن تأخذ موعدا حتى نقوم باستقبالك». الشاهد خرجت من المبنى مولودا بضيقة الخلق وخيبة الأمل.
لماذا وزارة كوزارة المواصلات وهي من المفترض أن تكون وزارة لعالم التكنولوجيا، تتعامل وكأنها وزارة قائمة على الجهل الإداري والفني، ونحن في القرن الواحد والعشرين وهذا حال الوزارة بخدماتها.
هل من المعقول لإنجاز معاملة إضافة أو قطع أو تصليح الهاتف الأرضي يجب الذهاب إلى سنترال المنطقة التي يتبعها عنوان السكن؟ تخيل أن يحصل مثل هذا مع هاتفك النقال مع إحدى شركات الاتصالات المتنقلة.
ولماذا لا نستطيع إنجاز المعاملات على سبيل المثال في أي فرع بالجمعيات التعاونية أو مبنى البريد التابع للمنطقة أو مع أحد مراكز الخدمة المنتشرة في المناطق؟ ولماذا علينا الذهاب لتلك الأماكن ونتعنى لذلك؟ مع انه من المفترض أن تكون آلية إنجاز المعاملات لهذه الجهة بالذات عن طريق خدمة الـ «أون لاين»، وأن يكون لها الدور الأساسي بتنظيم الخدمات التكنولوجية لجميع الجهات الحكومية.
وليس بغريب علينا وهذا حال أغلب الجهات الحكومية في تقديم الخدمات التي لم تكن على المستوى الذي نطمح إليه. لماذا لا تقوم الحكومة بإسناد هذه الخدمات للهيئة العامة للاتصالات وتطويرها أو خصخصة الخدمات الإدارية والفنية للشركات المساهمة العامة لتحسين الوضع البائس؟
[email protected]