كشفت وزارة العدل عن تسجيل 627 حالة خلع خلال العام الماضي من إجمالي حالات الطلاق التي بلغت 5932 وتشمل 3158 طلاقا رجعيا وبائنا و834 إثبات طلاق، فلماذا هذه الأعداد الكبيرة لحالات الطلاق؟ وما أسبابها؟
من الأسباب عدم فهم الزوجين لبعضهما البعض واختلاف شخصيتهما قبل وبعد الزواج، وسوء المعاملة بين الزوجين وانعدام الشعور بالحب، وعدم القدرة على التواصل معا بشكل إيجابي أو التحدث بأسلوب صحيح يساعدهما على فهم بعضهما البعض جيدا، مما يوصلهما إلى طريق مسدود وفرض أحدهما رأيه على الآخر، وعدم الاستماع إلى الطرف الآخر، وعندما يكرر أحد الزوجين التعامل باحتقار مع شريكه وإشعاره بتفوقه عليه أو التقليل من قيمته، واختيارهما للطلاق هو انعدام الشعور بالحب والعلاقة الدافئة مع بعضهما البعض، وبعض الأحيان تكون المشاكل المادية بأن يكون الزوج بخيلا على أسرته أو ترفض الزوجة المشاركة مع الزوج في المسؤولية.
ومن الإرشادات لتجنب الطلاق معرفة الوصول لأسباب الخلافات المتكررة وإيجاد حلول لها بأسلوب راق والتركيز على التعبير الإيجابي للذات بدلا من الدفاع والاندفاع والنقد والهجوم على الطرف الآخر ومحاولة إصلاح الزوجين لأنفسهما أولا والتنازل في بعض المواقف التي لا تسبب الأذى في سبيل سعادة أسرتهما، وواجب الوالدين ملاحظة بناتهم بعد الزواج للاطمئنان على سلامة سلوكهن مع أزواجهن وتعليم بناتهن التحلي بالصبر والرضا في المصائب، ولابد للزوج أن يكرم زوجته ويرحب بأهلها ويستقبلهم استقبالا حارا، بينما واجب المرأة الصالحة طاعة زوجها فيما يرضي الله وألا تتأفف من خدمة زوجها. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض».
وسوء خراب البيوت وفساد الأسر ثمرة لسوء اختيار الأزواج والزوجات، ولقد كرم الإسلام المرأة وأعطاها منزلة عظيمة بعد أن كانت حبيسة خباتها تؤمر فقط، فأعطاها الإسلام حقها في الميراث والشهادة وإبداء الرأي حتى إذا جعلها أحد مصادر استيفاء الشريعة الإسلامية، فجعلها راوية للحديث الشريف ومصدرا تستقى منه السنة النبوية الشريفة.
وحرص الدين على الوصية بالنساء والإحسان إليهن وحرم الإساءة إليهن، وواجب المرأة أن ترعى حرمة بيتها وغيبة زوجها، والزوج الصالح بار بزوجته والمرأة الصالحة بارة بزوجها، والنساء شقائق الرجال، وللمرأة حق مخاصمة أبيها إذا زوجها بغير رضاها، وبالتالي عليه ألا يرغمها على الزواج ممن لا ترغب فيه، فعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إذا أراد الرجل أن يزوج ابنته أن يستأذنها»، قال الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل مكروه، ونسأله سبحانه وتعالى أن تنقشع هذه الغمة ويذهب هذا البلاء من جميع دول العالم، اللهم آمين.
[email protected]