- تقي: الاتحاد ضعيف ولابد من إعادة بناء الأساسات
- العصفور: لابد من تدخل حكومي وتغيير القوانين
- سعد: رياضتنا ماتت ويجب تدخل المسؤولين لإنقاذها
- يعقوب: الخلل في أداء أعضاء الجمعية العمومية للاتحادات
أجرى التحقيق: مبارك الخالدي
إخفاق جديد ونكسة أخرى تعرضت لها الكرة الكويتية بخروج منتخبنا الوطني من الدور المؤهل لبطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر من 30 نوفمبر الى 18 ديسمبر المقبلين، إثر الخسارة من البحرين أول من أمس بهدفين دون رد، لتتوالى حلقات مسلسل الخسائر والخروج من البطولات، فبالأمس القريب ودع «الأزرق» التصفيات المؤهلة الى المونديال والتي استضافتها البلاد، وما زالت الكرة الكويتية تنزف من رصيدها التاريخي الذي بات الجميع يتحسر عليه بمن فيهم أشقاؤنا في الخليج والعرب، ولا شك أن «الأزرق» بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى الى عملية انعاش وانقاذ فوري لوقف الانحدار، والبدء في تنفيذ خطة مدروسة الهدف منها استعادة الهيبة وبناء منتخب قوي قادر على مقارعة الفرق الأخرى.. ولتحقيق هذا المشروع حاورت «الأنباء» عددا من المسؤولين والمهتمين، فكانت هذه الردود:
في البداية، شخّص نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة أسد تقي الخلل الكامن في أداء كل الاتحادات ومنها اتحاد كرة القدم، واصفا إياها بأنها ليست على القدر المطلوب منها للنهوض بالعمل الرياضي فنيا وعلميا وإدارياً.
وقال إن أسباب إخفاقات اتحاد كرة القدم هي نفس الأسباب لإخفاق الرياضة بشكل عام، وأعتقد انه لابد من تعاون بين اللجنة الأولمبية الكويتية والاتحادات والأندية والهيئة العامة للرياضة لتغيير أساسات بناء الرياضة بشكل عام ومنها كرة القدم، ونتمنى أن يخرج قانون لتعديل شروط الانضمام الى عضويات الجمعيات العمومية بالأندية لأنها هي المربع الأول والأساس لتخريج أعضاء تتميز بالكفاءة العلمية والإدارية والخبرة وتتحمل مسؤولياتها في قيادة الاتحادات، لكن ما هو حاصل على أرض الواقع بعيدا عن الطموحات، والمخرجات لا يمكن أن تعيد الابتسامة للشارع الرياضي، ونحن في الهيئة العامة للرياضة دورنا اصبح محدودا ومع ذلك قدمنا كل أنواع الدعم لاتحاد كرة القدم لتجاوز التصفيات وتحقيق النتائج الإيجابية سواء ماديا او معسكرات ومختلف أنواع الدعم، وهم من يتحملون المسؤولية إزاء نتائج أعمالهم، ولكن للأسف اتحاد كرة القدم ضعيف اداريا.
واضاف تقي ان كرة القدم ليس فيها ضمان من حيث النتائج، ولكن على الأقل عليك ان تعمل بشكل صحيح، وعليه لابد من تعديل شروط الانضمام لعضويات الجمعيات العمومية.
التدخل الحكومي مطلوب
من جانبه، قال المدرب الوطني السابق والمحلل الخبير صالح العصفور إن الخسارة أمام البحرين والخروج من الدور التمهيدي لكأس العرب وقبله من تصفيات كأس العالم أمر مؤلم جدا للشارع الرياضي، والأندية تتحمل مسؤولية كبيرة مع اتحاد كرة القدم في أسباب هذا الخروج المتوالي من البطولات والذي لا يتناسب مع تاريخ الكرة الكويتية، من هنا فلابد من تدخل حكومي لإنقاذ كرة القدم الكويتية وتاريخها المشرف.
وأضاف أن هناك حاجة ملحة لتغيير القوانين لتعديل المسار وإعادة البناء بعيدا عن الواقع الحالي القائم على المحاصصة والشللية والذي لا يمكن أن يطور الكرة الكويتية او يحقق إنجازا، فعملية البناء يجب أن تبدأ من تعديل مسار الانتخابات لتصحيح الأوضاع وضمان وصول مخرجات تقود الاتحادات بكفاءة فنية وعلمية.
مواكبة التطور
بدوره، قال نجم «الأزرق» في الجيل الذهبي نعيم سعد إن حال الكرة في بلادنا يحز في خاطرنا لدرجة أن الأمر بلغ أن الدول الاخرى اصبحت تتحسر اكثر منا على تاريخ «الأزرق».
واضاف اننا نحتاج الى قرار سريع للانقاذ من خلال التغيير وكل الاحترام لكل الشخصيات التي عملت، فالتغير سُنة الحياه ولابد من مواكبة التطور المذهل في عالم كرة القدم، ولذلك نحتاج الى دعم من كل المسؤولين للرياضة بشكل عام ولكرة القدم بشكل خاص، لأنها محط اهتمام ومتابعة الكل، وللأسف رياضتنا ماتت ولابد من تدخل المسؤولين لإنعاشها عبر الخطط المدروسة والاهتمام باللاعبين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فالكويت ولادة بالكفاءات والرجال القادرين على العمل والتضحية ولا تنقصنا الأموال لتقديم الدعم ولكن وضعنا الحالي لا يسر احد اطلاقا.
قرارات شجاعة ومدروسة
وقال المدرب الوطني والمحلل الفني أنور يعقوب إننا نشعر بالألم والمرارة لما وصل اليه حال منتخبنا الوطني، وقد انتقدنا سابقا أداء الجهاز الفني للمنتخب ولكن هل هناك محاسبة لمن تعاقد مع هذا الجهاز؟ للأسف الخلل يكمن في أداء أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد والتي لا تقوم بدورها من حيث المساءلة والمتابعة، ما أدى الى ضعف الجانب الإداري في أداء أعضاء اتحاد الكرة وبالتالي توالت الإخفافات.
واكد يعقوب أننا نحتاج الى تغيير شامل في الفكر وايصال أصحاب الكفاءات لتولي مهام الإدارة والتعاقد مع جهاز فني عالي المستوى لديه القدرة على قراءة المنتخبات والمباريات ولمدة طويلة كي يتمكن من اختيار اللاعبين بالشكل الصحيح وتوظيفهم بالشكل المناسب، لافتا الى أن النهوض برياضتنا مجددا يحتاج الى الكثير من القرارات الشجاعة والمدروسة لايقاف النزيف الحاصل في إرث وتاريخ الكرة الكويتية واعادة بنائها من جديد على أسس علمية ومتطورة.