إن النقد في خط التغيير «الإيجابي» مهم لمن يريد قلب السلبيات إلى إيجابيات، وكذلك لمن يريد التطوير إلى ما هو أفضل، وكشف «السلبيات» ضروري لمنع امتداد الأخطاء إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وزيادة ضررها على القاطنين في المناطق السكنية.
ولا شك أن هناك علامات مضيئة في جغرافيا «المناطق» الكويتية، إذا صح التعبير، وبكل تأكيد تعتبر منطقة «العديلية» أحدها من حيث «رقي» سكانها، وعراقة تاريخها، ورجالات الدولة الذين خرجوا منها، وسكنوا فيها، وأيضا «العديلية» ذات طابع مميز وتعتبر «مختلفة».
ما أريد التطرق إليه هو ما حدث أثناء ذهابي إلى تلك المنطقة مؤخرا، حيث لاحظت ظاهرة «غريبة.. ومستجدة»، تخالف ما عهدته واعتادت عليه «العديلية» من هدوء و«سكينة»، حيث انتشرت ظاهرة تواجد أعداد كبيرة مما يسمى «مركبات بيع المأكولات» المتجمعة في «مواقف السيارات العمومية»، وهو ما خلق «بؤر» احتشاد وتجمهر للمستهترين وانتشار للأشخاص غير المنضبطين، وهذا كله خلق أجواء من الضوضاء والإزعاج للسكان، وأصبح هناك جو «غير مألوف» وصنع مناخا «غير صحي» وخاصة مع انتشار عمل «مركبات بيع المأكولات» إلى ساعات متأخرة من الليل، ناهيك عن انتشار «التلوث الهوائي» والأدخنة الضارة من كثرة أعداد تلك المركبات وعملها المستمر في الأجواء الحارة، ناهيك عن احتمالية حدوث المشاجرات الليلية وزيادة أعداد سيارات «المستهترين» من خارج المنطقة، ما يسبب عدم الاستقرار والتوتر للسكان والمزيد من المتاعب لرجال وزارة الداخلية للحفاظ على الأمن والسلامة.
وعكس لي عدد من الأصدقاء الأعزاء الساكنين هناك شكاواهم المتكررة من هذه الجوانب «السلبية»، والتي من الواضح انه مع استمرارها وتراكم تأثيراتها، فإن النموذج المضيء والجميل والراقي في إحدى مناطق الكويت، ستتحول إلى شيء «غير مألوف» لا يريده أحد، ما قد يؤثر سلبا على مستقبل تلك المنطقة النموذجية وعلى سعر العقار فيها.
لذلك المطلوب وقفة «جادة» من المسؤولين لإيقاف هذه الجوانب السلبية، وتعزيز الحالة النظامية الخاصة بالدولة وبما لا يضر «رزق» أصحاب هذه العربات لبيع المأكولات، وأيضا بما لا يؤثر على منطقة العديلية سلبيا، فمكان تلك العربات ليس في المناطق السكنية الهادئة خصوصا في ظل تواجد الأنشطة التجارية الغذائية في الجمعيات التعاونية، وهذه هي معادلة النجاح المطلوب تحقيقها وإيجادها للمحافظة على النموذج.