خديجة حمودة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي حرص مصر على الحفاظ على الأمن المائي العربي، والترحيب بموقفي العراق والأردن المساندين للموقف المصري بشأن سد النهضة، وهي القضية التي تمثل إحدى أولويات السياسة المصرية، لتهديدها المباشر للأمن القومي المصري بمختلف جوانبه، مجددا التأكيد على أن موقف مصر الثابت يقضي بضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
جاء ذلك خلال القمة الثلاثية التي عقدت بالعاصمة العراقية بغداد بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، وعاهل المملكة الأردنية الملك عبدالله الثاني.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي إن القمة تناولت سبل تعزيز التعاون الثلاثي المشترك في مختلف المجالات بين الدول الثلاث، في إطار العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمعهم، وكذا تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مستجدات الأوضاع السياسية في المنطقة، التي تشهد تحديات غير مسبوقة تهدد أمن الوطن العربي والشرق الأوسط على أكثر من صعيد.
وأكد الرئيس السيسي - خلال القمة - دعم تنفيذ المشروعات الاستراتيجية لآلية التعاون الثلاثي، خاصة على المستوى السياسي والأمني، وهو ما يؤكد حرص الدول الثلاث على الحفاظ على زخم تفعيل مسارات التعاون بينهم، مع إدراكهم للظروف الراهنة المرتبطة بجائحة كورونا وما صاحبها من إجراءات احترازية وتداعيات اقتصادية.
كما تناول الزعماء الثلاثة سبل تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، بهدف تأسيس مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجي بين الدول الثلاث، قائمة على الأهداف التنموية المشتركة، لاسيما في ضوء الروابط التاريخية والشعبية المتينة بينهم.
وأضاف المتحدث الرسمي ان القمة تطرقت إلى أبرز القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة مستجدات القضية الفلسطينية، حيث أكد القادة الثلاثة دعم الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، مع الإشادة بالجهود المصرية في هذا الصدد والتي أفضت مؤخرا إلى وقف التصعيد في قطاع غزة، فضلا عن المبادرة المصرية لإعادة إعمار القطاع.
وتناولت القمة كذلك تطورات الأوضاع في المنطقة، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية تضافر جهود جميع دول الوطن العربي والشرق الأوسط لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة واستعادة الاستقرار بها، كما تم التوافق بين القادة الثلاثة حول أهمية العمل المكثف للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في إطار الحفاظ على وحدة واستقلال دول المنطقة وسلامتها الإقليمية.
وشدد القادة على ضرورة تكثيف التشاور والتنسيق بين الدول الثلاث حول أهم قضايا المنطقة، في ظل التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة، والتي تستلزم التعاون المتبادل لمواجهة التحديات والأخطار المشتركة، خاصة مع التدخلات الإقليمية المرفوضة التي تهدد الأمن القومي العربي، وهو الأمر الذي يستلزم معه التكاتف وتوحيد الصف العربي.
وتطرقت القمة إلى جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الزعماء الثلاثة أهمية مواصلة الجهود المبذولة نحو تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق فيما بينهم في هذا الصدد لصالح شعوبهم والشعوب العربية بأسرها.
إلى ذلك، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تضامن مصر الكامل ودعمها للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وقيادتها، مشددا على أن أمن الأردن جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ودعم مصر لمسيرة التنمية التي يقودها الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ومساندته في كافة إجراءاته وجهوده للحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضد أي محاولات للنيل منها.
جاء ذلك خلال المباحثات التي أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في العاصمة العراقية بغداد، مع الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
من جانبه، أكد العاهل الأردني اعتزاز بلاده بالعلاقات شديدة الخصوصية والروابط القوية التي تجمعها بمصر على جميع المستويات، مشددا على حرص الأردن على تعميق التنسيق والتشاور المكثف مع مصر إزاء مختلف القضايا، وكذلك تطوير آفاق التعاون الثنائي في ظل مردوده الهام على المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين واستقرارهما وازدهارهما، فضلا عن أهمية ومحورية الدور المصري بالمنطقة، بما يساهم في مواجهة التحديات المشتركة التي تمر بها الأمة العربية.
هذا، وقد شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اجتماع رباعي في بغداد مع الرئيس العراقي برهم صالح، والملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ومصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق.