على وقع زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا والمتحور منه داخل مستشفياتنا في الكويت والعالم، استمر مسلسل الجريمة الكاملة بالقتل مع سبق الإصرار والترصد وإشاعة الذعر وانتشار العنف في وضح النهار، في حين مازالت قضية المغدورة (فرح) في صباح السالم بين يدي القضاء، ينتظر المجتمع القصاص العادل أخذا بحقها، حتى صحونا على خبر اقشعرت له الإنسانية وعلى فزع وحزن أبناء الكويت الشرفاء وقع على أسماعنا وبمرأى من عيوننا خبر القاتل السوري لوالدته المواطنة في منطقة القصور وجريمته الثانية التي نفذها بحق شرطي الأمن شهيد الواجب المغدور المرحوم بإذن الله عبدالعزيز مريبد الذي فاضت روحه إلى بارئها على يدي المجرم، طعنا أمام الناس بوضح النهار في منطقة المهبولة محل عمله على دوريته.
ربما لا يريدنا البعض أن نضع يدنا على الجرح النازف والذي يؤلمنا كمواطنين، تزامنا مع توقف العمل الوطني التنموي، والذي أعتبره توقفا مقصودا شخصانيا ممثلا بغياب التشريع ووقف استراتيجية التعاون اللازمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وإهمال القوانين التي تحتاج إلى التعديل لا التعطيل لخدمة المواطن معنويا وماديا.
يا سادة، لقد كفر الشباب أصحاب القلوب الميتة والنفوس الضعيفة ومن هم تحت ستار المتنفذين بقوة من ورائهم، فعاثوا في الأرض فسادا.. تواصلت جرائم القتل في وضح النهار وبين الناس، لنكون شاهدين على شيء جديد ومستهجن وغريب ودخيل علينا ككويتيين، ولكل من ولد على هذه الأرض الطاهرة التي قامت ونهضت النهضة الكبرى بسواعد وهمم رجال بذلوا الغالي والنفيس لحفظ النفس والمال والولد.
إنه الفساد.. الفساد الذي نخر في جسد أمتنا الكويتية وعقول وقلوب شبابنا، وضاعت معه الثوابت الأخلاقية لدى الكثيرين منهم، ليصبح بعضهم من الشباب غير المسؤول، ممن يقومون بالأعمال المخزية التي لا تعكس ثقافتنا الأسرية وأعرافنا الكويتية الأصيلة، حيث الخطف والطعن والقتل بشكل عادي بين الناس، جرائم تستدعي وقفة جادة من المسؤولين وفرض نقطة نظام حقيقية على العمل السياسي في الكويت ومخرجاته التنموية وأمنه القومي.
نحن في حاجة إلى دراسة مستفيضة وحلول وتوصيات بما يحدث، يدخل بمرتكزاتها أطباء في علم النفس ومتخصصون في علم الجريمة ومتخصصون في الرقابة على القرارات السياسية التي من شأنها أن تدفع بشبابنا إلى القتل والمخدرات وتغيير الجنس واتباع غير المألوف وغير المقبول في ديننا وأخلاقيات مجتمعنا.
هذا جرس إنذار خطير.. يا وزير الداخلية، يا سادتي القضاة.. فليُعد الإعدام العلني لكل قاتل قتل نفسا بغير نفس.. يا وزير الصحة، ويا وزير التربية والتعليم، نريد قرارات مدروسة، والشباب الكويتي والمواطن ضاقت عليه الدنيا بما رحبت.. يا وزارة الأشغال ويا وزارة الشؤون ما هي خططكم للترفيه عن الشباب والمواطن وحتى المقيم؟ ويا وزارة الأوقاف ويا وزارة الإعلام أين دوركم الإرشادي والتوعوي والترويجي للأخلاق والمبادئ والرحمة؟
لقد ضاعت المبادئ والأخلاقيات وسطِّحت.. وأسفا أخاف عليها أن تندثر.. وأين أنتم جميعكم يا مؤسسات الدولة من توظيف الشباب وتمكينهم من أحلامهم وتطلعاتهم؟
إن ما تشهده الكويت اليوم من جرائم يندى لها الجبين، ما هو إلا نتاج غياب الدور المجتمعي المؤسساتي في حياة الشاب المواطن والعنف والقتل مازال حالات معدودة، وأتخوف أن تصبح ظاهرة فتتحول الكويت من واحة الأمن إلى واحة الدماء.. وبمزيد من الحزن والأسى أنعى شهيد الواجب الشرطي عبدالعزيز مريبد رحمه الله، وأتقدم إلى ذويه والجهاز الأمني الكويتي بخالص التعازي والمواساة بهذا الحادث الأليم.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
[email protected]