لم تعد مشاهد العنف بالأمر الطارئ أو المشهد العابر، فقد بتنا نشهد أحداث عنف تفضي الى الموت وأي موت هو قتل الاقارب والابرياء، والتي تعدت صورها كل قواعد الإنسانية.
لقد دقت سلوكيات العنف والتنمر ناقوس الخطر عندما بتنا نلحظها بين طلاب المدارس في السنوات الأخيرة، وتحديدا من وجهة نظري بعد ان انتشرت الألعاب عبر الأجهزة الالكترونية والذكية بين أيدي الاطفال، والتي تعزز في نفوسهم نزعة العنف والقوه غير المبررة، وبدأ المجتمع بمحاولات التصدي لها الى أن داهمت جائحة كورونا العالم، وغرق الكل في العالم بدائرة الفراغ والحجر والحظر، الأمر الذي كانت له آثاره النفسية بالتأكيد على السواد الأعظم من الناس مع تفاوت مستوى هذا التأثير من شخص الى آخر، ويعزز سلبيتها مستوى الأخلاق والتربية بين الأفراد.
لا يمكن لنا ان نرمي بالمسؤولية على جائحة كورونا لتبرير أي عمل جنوني ومستهتر في المجتمع، فالأسرة ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني مسؤولون عن التصدي لكل هذه الظواهر، والتي يجب أن تضرب بيد من حديد وقد سبقت مشاهد العنف الجائحة.
لقد هتكت حادثة القتل المزدوجة يوم أمس أمن الأبرياء الآمنين في وضح النهار وعلى مرأى من المارة الخائفين من التدخل ليذهب ضحيتها رجل أمن، وقبله أم القاتل، بسبب ذلك الذي باع آخرته ودنياه وضرب بقواعد السماء ببر الوالدين، ومن قبلها أحداث أخرى عديدة تستوجب الوقوف عندها وتجيير كل ما يمكن تجييره لحماية الناس من العابثين والمستهترين.
رحمة الله على من قضى بسبب حماقة واستهتار وعبث، وحسبنا الله ونعم الوكيل.