ما نراه من أحداث مؤسفة تضيق به الصدور وتكفهر منه الوجوه وربما سالت منه المقل، وبما نراه من خروج شرذمة عن القانون بقتل وضرب بالسلاح الأبيض..الخ، حيث أصحاب الأقلام جفت أحبار أقلامهم ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة مازال لهم رأي في هذه الآفة الدخيلة التي حلت بالبلاد والتحذير منها ومن أسبابها (التركيبة السكانية)، والتي فقدنا بسببها شبابا في مقتبل العمر، ولكن كما قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في الرماد
في مقالة سابقة بتاريخ 19/5/2021 العدد 9674 تكلمنا عن ان التوازن السكاني يحقق الاستقرار، وهذا جزء من المقالة (فخلل «التركيبة السكانية» وسيلة لشيوع الجرائم، ووكر لترويج المخدرات ومختلف المنكرات، ومهدد للأمن البيئي والممتلكات، والإخلال بالأمن، والعبء الكبير على الأمن العام والنظم الصحية والصحة العامة من الأمراض السارية، وهي مأوى للإشاعات وأداة للفتنة وشيوع للفوضى، وقد تتشكل منها منظمات للجريمة بمختلف أنواعها التي تؤثر على الأمن المجتمعي وتهدد الأمن الوطني)، فهذه الكتابات تفيد المجتمع وجرس إنذار من بيده الأمر وتنبؤ وقائي للأزمات.
فالإرهاب يتأثر بالأمن فقط، وهو أحد الأسباب الرئيسة لعدم استقرار الأوطان، لأن الاستقرار من أهم المقومات الأساسية للتنمية، وإن اختلاله دليل على اختلال مسيرة التنمية.
وعلينا أن ندرك أن الأمن من أعظم نعم الله! فهو مطلب كل أمة وغاية كل دولة، وحياة بلا أمن لا تساوي شيئا، وقد قيل لحكيم: أين تجد السرور؟ فقال: «في الأمن، لأني وجدت الخائف لا عيش له».
وجاء في الحديث «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»، فرتب الأمن أولا، والصحة ثانيا، والطعام والشراب ثالثا، فهذه هي الحاجات الأساسية للفرد والمجتمع.
يا وزير الداخلية الموقر: إن مجتمعنا مليء بالخبرات الأمنية، وذلك للمساهمة في تقديم أي مشروع أمني اجتماعي داعم لمؤسساتنا، والمثل يقول «أعطني معلومة أعطيك نصرا»، وإن «إعطاء رجال الأمن صلاحياتهم وإعادة هيبتهم والوقوف معهم»، هو الأجدى لتنفيذ مختلف المهام بالكفاءة المرجوة والقدرة المستهدفة، لأنهم الضمان الحقيقي لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار، وبتر أي يد آثمة تحاول العبث بمقدرات ومنجزات وطننا العظيم، ولكل عابث له جزاء ولأسرته الترحيل والحب يطلع على بذرة.
وإننا لنفخر برجالنا الأبطال من وزارة الداخلية الذين يؤكدون دائما وفاءهم للمهام التي يتحملون مسؤوليتها، ومؤكدين أنهم الدرع الواقية للوطن من أي محاولات للمساس بقدسيته وأمنه واستقرار شعبه.
خالص العزاء لأسرة شهيد الواجب الشرطي عبدالعزيز محمد الرشيدي، وللكويت جميعا، اللهم أكرم نزله ووسع مدخله وأسكنه الفردوس الأعلى.
ونختم مقالنا بكلمة ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني السابق: «من الجندي الذي يقف في الشارع تبدأ هيبة الدولة».. ودمتم ودام الوطن.