نتابع عبر وسائل الإعلام ما يحدث من حالات غريبة جدا على المجتمع الكويتي منها الإساءة بالألفاظ النابية أو بالعنف وارتفاع معدل الوفيات بين الشباب بسبب الحوادث في الشوارع والطرقات والتسكع بالأسواق، وهذه كلها آثار سلبية على المجتمع الكويتي لابد من مراقبة الأسر لأبنائهم والتحدث عن خطورة العنف والتلفظ بألفاظ نابية وتنبيههم إلى عدم السرعة بالسيارة وعدم مصاحبة أصدقاء السوء.
بعض أولياء الأمور وللأسف لا يعرف عن أبنائه أي شيء، ولا يعرف من يصاحبون، وهؤلاء نذكرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، وعلى وزارة الداخلية التصدي لهؤلاء المستهترين بالشوارع وتغليظ العقوبة عليهم والتصدي لهذه الظواهر السلبية على المجتمع الكويتي المحافظ المسالم.
وللمنزل والمدرسة دور مهم في توعية الشباب وكذلك وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والمساجد وتوعية الأهل على التقاليد والتعاليم الإسلامية ولابد من وجود أماكن ترفيهية للشباب ليفرغ الشباب طاقاتهم المكبوتة، وفي الكويت كانت المدينة الترفيهية تقوم بدور مهم لكنها أغلقت للأسف منذ فترة للصيانة، وحديقة الشعب أيضا أغلقت، وكذلك «شوبيز»، أين يذهب الشباب؟ على الحكومة الإسراع في إيجاد أماكن ترفيهية لهؤلاء الشباب فالأمم تبنى على سواعد أبنائها، والشباب هم عماد الأمة وحصنها المنيع لمواجهة تقلبات الزمن وغدر الغادرين.
وعلينا جميعا أن نغرس في شبابنا الولاء والانتماء للوطن لأن الولاء والانتماء لا يشتريان ولا يباعان فقدرنا أن نحاط بأعداء يتربصون بنا وحتى لا نبغت كما بغتنا في 1990 وعلينا أن نحصن جبهتنا الداخلية وعمادها شبابنا الغالي، ولابد أن ننتبه إلى أن بعض شبابنا مغرر بهم بفعل أصحاب الأجندات ورواد الأيديولوجيات ومبشري الثورات والربيع والخريف العربيين، فرعاية شبابنا تتطلب منا أن نلتفت اليهم نزودهم بما يحتاجونه من علم ومال ونسهل لهم طلب العلم بإنشاء جامعات جديدة ونسهل لهم الاستقرار النفسي لتوفير وظيفة لهم فور تخرجهم بدلا من انتظار الطابور الطويل في سلم العاطلين.
شبابنا عدتنا لمواجهة الملمات ودرع الكويت وسيفها الذي سيدافع عنها عندما تتعرض لا سمح الله للخطر، فماذا أعددنا لهذا الشباب وما الذي يشغل بالهم، وما المعاناة التي تعتصرهم، بعض شبابنا ضاعت بوصلته فتجاذبته التيارات المختلفة وللأسف إن نجا وتمسك بدينه يجد صعوبة في الحصول على عمل مناسب أو وظيفة مرموقة لأنه لا يملك واسطة تفتح له الطريق المغلق، هل المال يبني الأمم ويبعث نهضتها وحده؟! بالطبع لا فالمال وحده ليس كافيا للبناء والنهضة إنما نهضة الشعوب تقوم على أكتاف وسواعد شبابنا فهم شريان الحياة ومعينها الذي لا ينضب وحماة عرينها.
قال الشاعر:
فصلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين فيها من كل شر ومكروه، وأسأله كذلك أن تنقشع هذه الغمة عن جميع دول العالم وترجع الأمور كما كانت وأحسن، اللهم آمين.
[email protected]