اهتزت كل مشاعر أهل الكويت من مواطنين ومقيمين يوم الاثنين الماضي على فاجعة مقتل الشرطي الشهيد بإذن الله تعالى عبدالعزيز الرشيدي على يد أحد الوافدين، حيث سدد له عدة طعنات وهو ملقى على الأرض لا حيلة له ولا قوة وأمام مرأى الناس الذين لم يحركوا أي ساكن لإنقاذه! أين النخوة بل أين الشهامة من المتفرجين على هذا المشهد؟
القاتل بعد أن قتل والدته أقدم على قتل رجل الأمن الذي يبدو أنه لم تكن لديه الخبرة في الدفاع عن نفسه، فكيف لم يكن معه سلاح يدافع به عن نفسه؟ وكيف للمتجمهرين أن يصوروا هذه الجريمة بدم بارد وينشروها في مواقع التواصل الاجتماعي؟
لقد تكررت الاعتداءات على رجال الأمن مرات عديدة من مواطنين ووافدين، كالوافد الذي أهان رجل الأمن بألفاظ نابية عندما أراد العسكري أن يطبق عليه القانون في منطقة الشويخ الصناعية خلال وقت متأخر من الليل، وصرنا نشاهد الانفلات الأمني بالشارع وتجاوزات القوانين الخاصة بآداب المرور ونظم السير من مواطنين ومقيمين، لأنهم عرفوا أن من أمن العقوبة أساء الأدب.
لابد من تفعيل العمل بالقرار الوزاري المتعلق بضوابط استخدام الأسلحة النارية في التعامل مع المتهمين الخطيرين كالسلاح الناري أو السلاح الكهربائي الذي يشل حركة المجرم، ولابد وجود رجلي أمن في كل دورية حتى يرتدع كل من تسول له نفسه العبث بالأمن، ويكون عبرة للآخرين، وللأسف توجد أخطاء كثيرة في وزارة الداخلية كالارتجالية والتخبط بالقرارات غير المدروسة، وهذه الأخطاء كانت من عهد وزراء سابقين.
نتمنى على وزير الداخلية أن يتجنب هذه الأخطاء ويقوم بحلها لإعادة هيبة رجل الأمن، وعلى كل من يلتحق بكلية الشرطة أن يتدرب جيدا على فنون القتال والدفاع عن النفس، كما يجب تزويد رجال الأمن بكل الإمكانيات التي تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم أولا وعن غيرهم ثانيا ضد كل من تسول له نفسه الخروج عن القانون، وحتى ينجو من كان مغدورا به، فالمجرم الذي قتل الشهيد بإذن الله تعالى عبدالعزيز الرشيدي كان إنسانا غير سوي، انفعاليا ولديه اضطرابات نفسية ويتعاطى المخدرات مثل الشبو والكيميكال، ويقول بعض الأكاديميين والمتخصصين في علم النفس إن قضايا العنف تجاه الغير كجرائم القتل تعود نسبة كبيرة منها إلى الأمراض النفسية والمخدرات، وقد زادت هذه الحالات أكثر من السابق بسبب «كورونا».
أيضا على وزارة الصحة المبادرة بعلاج مرضى الإدمان والتدخل بالعلاج الطبي المبكر، واحترام خصوصية المدمن حتى يتعافى ويرجع الى حالته الطبيعية، ولابد أن تسرع الأسرة من تلقاء نفسها بالإبلاغ عن ابنها إذا وقع في براثن الإدمان حتى تساعده في الشفاء منه مع الحرص على إبعاده عن أصحاب السوء.
ومنذ فترة رأينا أحد المواطنين يعتدي على أحد منتسبي وزارة الداخلية عند إشارة المرور وتعرضت الدورية للإتلاف من قبل المتجمهرين بسبب محاولة الدورية القبض على أحد المتجمهرين الذي كان يستعرض ويقود سيارته بسرعة جنونية وبرعونة مما دفع قائد الدورية للانصراف حماية لنفسه.
ولابد على وزارة الداخلية أن تضع كل السبل لحماية منتسبيها، بأن يكون لهم لباس خاص يحميهم عند نزولهم للتعامل مع أي خارج عن القانون، خصوصا في الأماكن التي تكثر فيها الجرائم، كما ندعو وزير الداخلية وأركان وزارته إلى التصدي للمتجاوزين، ولابد أن يطبق القانون على الكبير قبل الصغير بكل حزم، وكما قال الشاعر:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لا يحيي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء لها قرينا
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، ونسأل الله أن تنقشع هذه الغمة وهذا البلاء وترجع الأمور كما كانت وأحسن في جميع دول العالم، اللهم آمين.
[email protected]