تظاهر مئات الفلسطينيين وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة مطالبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ«الرحيل»، وذلك في إطار الاحتجاجات على وفاة الناشط نزار بنات الأسبوع الماضي، فيما شهدت مدينة الخليل جنوب الضفة تظاهرة أخرى تأييدا لعباس.
وتقدمت التظاهرة في رام الله عائلة الناشط نزار بنات، وحمل افرادها صورته فيما حمل مشاركون لافتة كبيرة كتب عليها «ارحل ارحل يا عباس» و«الشعب يريد اسقاط النظام، يسقط يسقط حكم العسكر».
وفي الوقت نفسه حمل المشاركون في التظاهرة في الخليل، والتي نظمتها حركة «فتح»، أعلام الحركة وهتفوا تأييدا لعباس.
وقال مسؤول ميداني في فتح إن «الجماهير من حركة فتح لبت قرار الحركة وجاءت الى وسط الخليل للحفاظ على السلم الأهلي والوقوف خلف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس».
وفي رام الله، شارك سياسيون وممثلون لمؤسسات حقوقية وناشطون في التحرك، وقال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني السابق حسن خريشة لـ«فرانس برس»: «هذه المسيرة هي رسالة وفاء لنزار بنات صاحب الكلمة الحرة، ورسالة للجهات المسؤولة بضرورة محاسبة الفاعلين».
وأغلقت قوات من رجال الأمن والشرطة الفلسطينية الطريق المؤدي الى مقر عباس في رام الله، تحسبا لوصول المتظاهرين الى هناك.
وتشهد الأراضي الفلسطينية انقساما في شأن الناشط نزار بنات الذي توفي بعد اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وشكلت السلطة الفلسطينية لجنة تحقيق في القضية، في حين تحدثت عائلته عن «اغتياله» وتعرضه للتعذيب بسبب مواقفه المنتقدة للسلطة الفلسطينية.
وتتهم حركة فتح منظمي التظاهرات المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن وفاة الناشط بأنهم «يستغلون وفاة نزار بنات لإسقاط القيادة الفلسطينية بتوجيهات خارجية».
وقال خريشة إن «استمرار التحشيد بهذا الشكل بين مؤيد ومعارض قد يؤدي إلى حالة من الفوضى في الضفة الغربية».
وكان نزار بنات (43 عاما) من أشد المنتقدين للسلطة الفلسطينية ولرئيسها عباس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وآخر الانتقادات كان يتعلق بصفقة لقاحات مضادة لكورونا مع اسرائيل كانت على وشك انتهاء مفعولها.
وأعلن المتحدث باسم الأجهزة الأمنية اللواء طلال دويكات يوم الجمعة إحالة 14 شخصا (أفراد الدورية التي اعتقلت الناشط بنات من منزل اقاربه في الخليل) للقضاء، تمهيدا لاستكمال إجراءات الاستجواب حسب الأصول.
وقال دويكات في تصريح للوكالة الرسمية الفلسطينية «إن التحقيقات ستستمر حتى يتم تقديم لوائح اتهام بحق الأشخاص حسب الأصول القانونية، وصولا إلى إجراء محاكمة عادلة، التزاما بالمبادئ والأسس المعمول بها دوليا».
ورفضت عائلة بنات إجراءات السلطة الفلسطينية وقال غسان شقيق نزار وسط تظاهرة رام الله «لن يكون هناك مقابل استشهاد نزار أقل من هدم هذا النظام وإعادة بناء النظام السياسي حتى تشعر الأجيال القادمة بالأمن والأمان».