تأهل منتخب الدنمارك إلى نصف نهائي كأس أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى منذ عام 1992، حين توج باللقب القاري بعد فوزه على نظيره التشيكي 2-1 امس على الملعب الأولمبي في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وللتذكير، فقبل بطولة 1992 بأيام كانت الدنمارك خارج البطولة لعدم التأهل، حيث شاركوا بدعوة من الاتحاد الأوروبي بدلا من يوغوسلافيا، وفقدوا مايكل لاودروب للاعتزال الدولي، واليوم تتكرر التجربة الدنماركية مجددا في 2021.
ولمن فاته تجربة الدنمارك في العام 1992، فهم لم يتأهلوا إلى اليورو من الأساس رغم امتلاك أسماء عظيمة مثل بيتر شمايكل ومايكل لاودروب وبريان لاودروب وكيم فيلفورت، الا ان الاتحاد الأوروبي استبعد يوغوسلافيا ودعا الدنمارك للمشاركة قبل البطولة بأيام، وهنا قرر ريتشارد مولر نيلسن المدرب المغمور خوض المغامرة والسفر للمشاركة، لكن مايكل لاودروب رفض العودة عن الاعتزال الدولي وقرر عدم السفر، لتسافر الدنمارك من دون أهم لاعبيها، وفي النهاية حصدت الدنمارك اللقب الأول والوحيد لها، والآن في 2021 تتكرر التجربة، فالدنمارك تفقد كريستيان إريكسن نجمها الأول بعد 40 دقيقة فقط من اللقاء الأول بعد الوقوع المفاجئ له اثر توقف قلبه، لكن الدنمارك مستمرة في المغامرة حتى الآن ووصلت لنصف النهائي بالفعل.. فهل تحدث المعجزة من جديد؟
وبالعودة الى اللقاء، فقد سجل هدفي الدنمارك توماس ديلايني (5) وكاسبر دولبيرغ (42)، فيما سجل باتريك شيك هدف تشيكيا (49)، رافعا رصيده في صدارة الهدافين إلى 5 أهداف متساويا مع البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ودع المنافسات من ثمن النهائي بخسارة بلاده أمام بلجيكا، وباتت ثالث منتخب يحجز بطاقته للمربع الذهبي بعد اسبانيا وإيطاليا.
وهي المرة الثالثة التي يلتقي فيها المنتخبان بالبطولة القارية، حيث تشير الأرقام إلى تفوق المنتخب التشيكي الفائز مرتين في دور المجموعات عام 2000 بنتيجة 2-0 وفي ربع نهائي نسخة عام 2004 بنتيجة 3-0 بفضل يان كولر وثنائية ميلان باروش. وقد دفع مدرب تشيكيا ياروسلاف شيلهافي بالتشكيلة ذاتها التي تغلبت على هولندا المنقوصة عدديا بهدفين نظيفين في ثمن النهائي، باستثناء يان بوريل الذي حل بدلا من بافل كاديرابيك في الجهة اليسرى للدفاع.
ولم يشذ مدرب الدنمارك كاسبر هيولماند عن نظيره، معتمدا على التشكيلة ذاتها التي فازت على ويلز 4-0 في ثمن النهائي، وسريعا افتتحت التسجيل من أول فرصة سنحت لها، فبعد ركنية نفذها مدافع أودينيزي الإيطالي ينس ستروغر لارسن ارتقى لها ديلايني وحولها رأسية في الشباك عجز الحارس توماش فاتسليك عن صدها (5)، ثم ضاعفت النتيجة بعد هجمة سريعة على الجهة اليسرى وتمريره عرضية بالجهة الخارجية لقدم مدافع أتالانتا الإيطالي يواكيم مايلي مرت من أمام رأس مارتن برايثويت، لتجد زميله دولبيرغ المندفع من الخلف أودعها بقدمه في الشباك (42)، مسجلا هدفه الثالث في البطولة والعاشر الدولي في مسيرته.
وبين الشوطين أجرى المدرب التشيكي تبديلين، فأدخل ميكايل كرمينتشيك وياكوب يانكتو بدلا من لوكاش ماسوبوست وتوماش هوليش لتنشيط فريقه، ما انعكس إيجابيا مع تمريرة من فلاديمير كوفال داخل المنطقة تابعها المهاجم شيك في الشباك على الرغم من مضايقة يانيك فيسترغارد (49)، الذي صعد إلى صدارة هدافي «يورو 2020» برصيد 5 هداف متساويا مع رونالدو، كما حقق هدفه الـ 16 بقميص منتخب بلاده.
ووقف الحارس كاسبر شمايكل سدا منيعا أمام هجمات التشيك وتصدى لتمريرة عرضية كاد أن يصل إليها برأسه لاعب وسط وست هام الانجليزي توماس سوتشيك (74)، ليعود الدنماركي مايلي ويهدر فرصة محققة بعد مجهود فردي وتوغل في المنطقة أنهاها بكرة صدها الحارس فاتسليك (82)، قبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية.