[email protected]
في الزمن الكوروني تزايدت كل أعمال العنف وكثرت الفتن، وكان من ضحاياها الأطفال!
أشاهد أو أقرأ أخباراً (تعور القلب) لأطفال يعانون من الاستغلال والعنف والإيذاء، وأسرح في هذه الصور القميئة، فمن يحمي هؤلاء الأطفال؟ ومن يضمن سلامتهم من هذه الوحوش الكاسرة المتربصة بهم؟ وكيف تشرع الدول المتحضرة لحماية أطفالها بمجموعة من القوانين والسياسات وأيضا الخدمات، لاسيما الرعاية الاجتماعية والتعليم والصحة والعدالة والأمن وأيضا الوقاية لحماية هذا الطفل المغرر به في حالات اكتشاف هذه التعديات الجسيمة على الطفولة البريئة ؟!
أتصور من المستحيل تخيل حجم العمل الفعلي للعنف المرتكب ضد الأطفال، خاصة مع غياب البيانات، فمن يستطيع حصر التعدي اللفظي أو البدني ضد هؤلاء الأطفال في العالم؟!
أضف إلى ذلك فئات الأطفال (المعاقين) بصفة خاصة أولئك الذين شاهدناهم في الشوارع أو المشردين والمهاجرين الذين تعرضوا للحروب والكوارث، ويزداد طبعا حجم ما تواجهه الفتيات من خطر الإهمال والعنف والاستغلال الجنسي!
تشير أرقام وإحصاءات عالمية إلى بروز ظاهرة الأطفال المنخرطين في العمل مباشرة دون تعليم، خاصة في الدول الأفريقية في القطاع الزراعي وفي تشكيل ميليشيات الحرب من هؤلاء الأطفال المغرر بهم!
قرأت مرة بعد عام 2006 أو قبل (نسيت التاريخ) أن هناك كثيرا من الفتيات يزيد عددهن عن 70 مليون فتاة وامرأة في 28 بلدا أفريقيا جرى لهن تشويها( بتر الأعضاء التناسلية للأنثى).. ويتوزعن في أفريقيا والشرق الأوسط!
وتجرى هذه العمليات على يد ممارسين تقليديين منهم: (القابلات - الحلاقون) وباستخدام المقصات حتى بعضهم بالزجاج الحاد المكسور!
كما أن هناك الكثير من الفتيات تقل أعمارهن عن 18 عاما يتزوجن دون رضائهن وهن من أسر فقيرة!
كما أن هناك طامة جديدة اسمها (الاتجار بالأطفال) يتم خطفهم وأخذ قطع غيار منهم لأصحاء قادرين، وهذه تجارة هي الآن من أكثر الجرائم العابرة للحدود والأكثر إدرارا للربح للأسف، كما حصل لأطفال إريتريا والروهينغا!
٭ ومضة: دعوني أوجه كلمة (شكرا) لمنظمة «اليونيسيف» التي تعمل بكل طاقاتها على تقديم حلول سريعة لهؤلاء الأطفال (المظلومين) وحمايتهم، فهي تعمل من أجل هؤلاء الأطفال تحت ظروف مختلفة وتقدم لهم ما تستطيع من دعم منوع شامل وآمن رغم حجم المعاناة التي تسود في هذه المجتمعات التقليدية التي تعاني المجاعات والحروب والكوارث وغياب القوانين.
أسباب كثيرة تجعل هؤلاء الأطفال يعانون وتستمر معاناتهم وأولها:
- الفقر: ونظرة لكل قارات الأرض نستطيع أن نحدد بعض المناطق التي يستباح فيها الأطفال نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة.
كما أن البطالة تزيد من حجم أعداد هؤلاء الأطفال الذين تنقطع مواردهم المالية عن طريق أسرهم أو المؤسسات الخاضعة لهم أو تدني دخل أسرهم كما حدث في سورية واليمن وغيرهما من الدول.
لو شاهدت ما يمر به الأطفال في سورية وغزة والروهينغا لعرفت ماذا أقصد!
٭ آخر الكلام: الذي يستعرض أخبار الأطفال في العالم يخاف من حجم المأساة التي يعيشها هؤلاء الأطفال والتي تفوق كل خيالاتنا لحجم مأساتهم وتعرضهم إلى ما تعجز الكلمات عن كتابته لكم!
٭ زبدة الحچي: مشاهدة أي طفل في فيديو يُعتدى عليه أو يُضرب ويُعنف يجعلك لدقائق لا تتوازن، تغضب وتزعل وترفض كل ما رأيته غير أن العالم اليوم ليس (فيديو واحدا تشاهده) إنما أحداث جسام يتعرض لها هؤلاء الأطفال هنا وهناك تستوجب وقفة دول العالم مجتمعة لحماية هؤلاء الأطفال الذين يعانون الاضطرابات السلوكية والنفسية والاجتماعية حتى العقلية لهول ما شاهدوه أو ما تعرضوا له من اعتلال في صحتهم وعقولهم، وكثيرا منهم يعانون اليوم من أمراض كثيرة وأزمات نفسية، للأسف!
فيما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، الأحد، أنها وثقت أكثر من 10 آلاف انتهاك ضد الأطفال في بلدان مختلفة من العالم خلال النصف الأول من عام 2019، مقابل توثيق أكثر من 24 ألف انتهاك خلال عام 2018 بأكمله، جاء ذلك في بيان أصدرته «اليونيسيف».
وشملت الانتهاكات التي وثقتها «اليونيسيف» بحق الأطفال «القتل والتشويه والعنف الجنسي والاختطاف وحرمان وصول المساعدات الإنسانية وتجنيد الأطفال والهجمات على المدارس والمستشفيات».
وقالت اليونيسيف إن «عدد البلدان التي تعاني من النزاعات هو الأعلى في هذا العام منذ اعتماد اتفاقية حقوق الطفل سنة 1989».
ورصدت منظمة اليونيسيف في بيانها أكثر من 170 ألف انتهاك لحقوق الطفل خلال العقد الأخير (2010 - 2019) أي بمعدل 45 انتهاكا يوميا.
ملف هذه القضية يحتاج بطبيعة الحال إلى المزيد من إلقاء الضوء لعرض الأرقام والصور التعيسة والأمراض التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال في طفولتهم ما يجعلنا في هذه المجتمعات (أمام إنسان حاقد كاره للحياة)، فمن يتحمل مسؤولية هؤلاء المظاليم؟
في أمان الله..