لعلنا اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بدعم الشباب الكويتي بشكل أكبر مما هو عليه حاليا، الذين أثبتوا أنفسهم في جميع المواقع والظروف، وأثبتوا مدى تطلعاتهم ورؤيتهم وطموحهم الكبير في شق طريق الحياة بحماس متقد.. فالشباب الكويتي يحتاج للدعم من الجميع، ويجب التركيز هنا على المجالات لدعم الشباب ضمن أهداف مهمة ورئيسية مثل: التعليم والابتكار، العمل وريادة الأعمال، الصحة والرفاهية، المشاركة والتطوع، الأمن والأمان، والمجتمع والثقافة.
ويمكننا القول إن السياسة الوطنية للشباب المنبثقة من مكتب وزير الدولة لشئون الشباب وهي الآن في عهدة هيئة الشباب أظهرت بشكل كبير حجم المشكلات التي يواجهها شباب الكويت، وجاء في «السياسة الوطنية» عدة مقترحات في هذا السياق كإجراء تغييرات كبرى بعدة طرق، والتركيز على التدخل المبكر والوقاية، وتمهيد الطريق امام الانتقال بكثير من الأطر والاتفاقيات الدولية المصادق عليها، كما واقترحت الإسراع بالإصلاحات الجارية وتوسيعها، ودعم قدرات وزارات الدولة لشؤون الشباب والمخصصات الملائمة واعتماد الميزانية اللازمة لتنفيذ مشاريع دعم شبابنا.
وعودا على السياسة الوطنية للشباب التي سعت من خلال مشروعها البناء إلى توفير المعرفة حول الشباب لتكون أساسا لأول سياسة وطنية حقيقية للشباب في الكويت، والأولى في طرحها على مستوى المنطقة بمشاركة أصوات وآراء مهمة في تطويرها، لتحقق عبر توجهها ورؤيتها الثاقبة إنجازات ومبادرات متميزة، من ضمنها: تقرير عن مجتمع الشباب، المدعوم بأكثر من 100 مقابلة نوعية، قيم فيه وضع مجتمع الشباب في الكويت، مع التركيز على القطاعات الحكومية والخاصة والمدنية، وتقرير عن مسح الشباب المدعوم بأكثر من 4500 إجابة للكشف عما يفكر فيه الشباب الكويتي وما يحتاج إليه، وكذلك تقرير عن شرائح الشباب ذات الارتباط بالسياسة الوطنية وتقسيمها حسب الموضوعات.
وتقرير عن ميزانية الشباب، مدعوما بتقسيم مفصل للإنفاق الحكومي عليهم في جميع قطاعات الحكومة، يحلل الإنفاق العام عليهم ويصنفه، والتقرير القانوني، المدعوم بتحليل للاتفاقيات والقوانين واللوائح التنظيمية ذات الصلة، يحدد المجالات الرئيسة التي تحتاج إلى إصلاح قضائي وقانوني، وتحليل إحصائي لشرائح الشباب.
ومثلت تلك الأركان للسياسة الوطنية للشباب قاعدة المعرفة الخاصة بها ودعمت بأكثر من 10 تقارير تحلل مواد بحثية ثانوية، وضعت في اعتبارها الدروس المستفادة من تجارب دول أخرى لها باع كبير على صعيد تنمية الشباب والاهتمام بهم في المجتمع، وجمعت نتائج المبادرات البحثية الست في ملخصات حسب موضوعات كل مجال، شكلت قاعدة معرفية شاملة لوضع السياسة الوطنية للشباب، الأمر الذي يفرض دعمها ومساندة القائمين عليها. والله الموفق.
[email protected]
dressaamiri@