المساجد محل نزول رحمة الله تعالى وفضله، وهي أحب الأماكن إلى الله تعالى بعكس الأسواق التي هي محل عمل الشيطان مثل الجشع والغفلة، والمساجد فيها يذكر اسم الله تعالى ولا ينبغي فيها الأفعال الخبيثة مثل البول او الغائط أو الأقوال المحرمة مثل الصراخ والتشاحن والجدل من المحرمات.
لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصوات الصحابة مرتفعة في المسجد وهم يتجادلون في مسألة علمية وهي القضاء والقدر، فلما سمعهم خرج عليهم غاضبا فقال: «أبهذا أمرتم؟ أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما أهلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر عزمت عليكم ألا تتنازعوا فيه».
والمساجد أضافها الله تعالى لنفسه إضافة تشريف وقال (وأن المسجد لله) وأمرنا الشارع الحكيم بعدم البيع والشراء في المسجد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا له لا أربح الله تجارتك فإن المساجد لم تبن لهذا».
ولما رأى رسول الله أحد الأعراب يبول في المسجد تركه حتى قضى حاجته ثم دعاه فأجلسه وقال: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن».
هكذا إذا جاء الإسلام بهذا التشريع الإلهي في حفظ المساجد وصيانتها وفيها تقام الجمع والجماعات والأعياد وكانت في عهد الإسلام الأول تنطلق منها جيوش الفتح الإسلامي كما كانت حواضر العالم الإسلامي يتصدر فيها المسجد الجامع ويكون وسط البلاد ويعلو فيه صوت الأذان داعيا للصلوات الخمس. وللحديث بقية.