طافت على البلاد في الآونة الأخيرة عاصفة سياسية كادت أن تأكل الأخضر واليابس، فبعد ستة أشهر من بداية الفصل التشريعي لهذا المجلس لم نجن سوى القيل والقال والشدة والسؤال وكل طرف من الأطراف متمسك بما يراه من حال.
النواب مصرون على تشكيل المجلس والحكومة كجزء من المجلس لهم رأي مخالف، وكل له حقه.. لكن الخطأ هنا هو أن البعض منهم يرون أن رأيهم صواب ولا يحتمل الخطأ، ورأي الآخرين خطأ وبعيدا عن الصواب، والكل يسعى لتحقيق مصلحته وإشباع ذاته.
تدور المشكلة في رحى هذا الصراع للحصول على مكتسبات سياسية أو شعبية أو مالية وغيرها، أما مصلحة البلاد والعباد فقد غرقت في أمواج تلك العاصفة، ولا نقول إن الأمر مقصود لكن كما يقول المثل «اللهم ارزقني وارزق مني».
الطريق للوصول إلى اتفاق متاح والتوافق بين الأطراف سمة أهل الكويت ومن أطباعهم، لكن طغى علينا الخوض فيما لا ينفع، والجدل الذي لا تنبني عليه مصلحة البلد، مما ساهم في التفكك والفرقة.
الأمل في أن يكون المجلس كما كان يهتم بمصلحة البلاد وأن يكون صوت العباد الذي يدير الدفة إلى بر الأمان.
إن دور الأعضاء سواء كانوا نوابا أو وزراء هو الوصول لتحقيق المصلحة واختيار الأمثل واستبعاد الرديء ومحاربة الفساد بكل أشكاله حتى ولو على انفسهم، فطموح أهل الكويت يتحقق من قوة المجلس وحمايته لهم.
لقد مرت هذه الشهور ولم ير إنجاز، فالقوانين أجل إقرارها والميزانية سلقت بيوم واحد، توقفت المشاريع وتعثر الإنجاز والسبب إثارة تلك العاصفة، حتى انتهى دور الانعقاد الأول لتهدأ العاصفة.
الأمل معقود على الوعي والإدراك وترك التشدد والعراك فلعل هدوء العاصفة يحيي القلوب والعقول، وتعود المياه إلى مجاريها الصافية ليكون دور المجلس دور ازدهار وتنمية.
[email protected]