أعلنت الإمارات أمس إجراءات جديدة لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، في وقت أعلنت تونس انهيار منظومتها الصحية، وحذر أخصائيون بريطانيون من خطط الحكومة لرفع كامل القيود في غضون أسبوعين.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) عن الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، منعها جميع الزائرين من دخول مقار الوزارات والجهات الاتحادية ومراكز خدمة المتعاملين التابعة لها، إلا للأشخاص الذين يحصلون على الجرعتين كاملتين من اللقاح المضاد لفيروس «كوفيد-19»، وذلك ابتداء من أغسطس المقبل.
كما أفادت الهيئة الاتحادية في الإمارات عن إمكانية دخول الأشخاص غير المطعمين شريطة تقديم فحص سلبي في فترة لا تتجاوز 48 ساعة.
ويستثنى من هذا القرار الأشخاص الذين لم يحصلوا على التطعيم بناء على مشورة طبية من الجهات الصحية المختصة شريطة تقديم اختبار سلبي لا يتجاوز صلاحيته 48 ساعة أيضا، بالإضافة إلى الأطفال تحت 16 عاما.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الصحة التونسية أمس إن المنظومة الصحية في البلاد انهارت مع امتلاء أقسام العناية الفائقة وإرهاق الأطباء والتفشي السريع لجائحة كورونا.
وسجلت تونس قرابة 10 آلاف إصابة جديدة بفيروس كورونا و134 وفاة في يوم واحد، في زيادة قياسية يومية منذ بدء الجائحة مع تزايد المخاوف من ألا تتمكن الدولة من السيطرة على التفشي.
وقالت نصاف بن علي لراديـو موزايك: «نحن في وضعية كارثية.. المنظومة الصحية انهارت.. لا يمكن أن تجد سريرا إلا بصعوبة كبرى.. نكافح لتوفير الأكسجين.. الأطباء يعانون إرهاقا غير مسبوق».
وأضافت أن «المركب يغرق» داعية الجميع إلى توحيد الجهود.
وارتفع إجمالي عدد الإصابات إلى حوالي 465 ألفا، بينما تجاوزت الوفيات 15700 حالة.
إلى ذلك، أعلنت الحكومة البريطانية أمس عن إلغاء الحجر الصحي لمدة 10 أيام عن المواطنين والمقيمين المحصنين بجرعتين من اللقاح عند عودتهم للبلاد من الدول متوسطة الخطورة والمصنفة فيما يعرف بالقائمة البرتقالية.
وأكــد وزيــر النقـــل البريطاني غرانت شابس أمام نواب مجلس العموم ان القرار سيدخل حيز التنفيذ يوم 19 الجاري ويشمل فقط البريطانيين والمقيمين الذين أخذوا الجرعتين في بريطانيا، إضافة إلى الأطفال الأقل من 18 عاما.
تزامن ذلك، مع توقيع أكثر من 122 عالما وطبيبا خطابا يتهمون فيه الحكومة البريطانية بالقيام «بتجربة خطيرة وغير أخلاقية»، كما حثوها على إعادة النظر بخططها لإلغاء جميع قيود مكافحة فيروس كورونا.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية بي أيه ميديا أن الخطاب جاء فيه «أي استراتيجية تتيح مستويات مرتفعة من الإصابات غير أخلاقية وغير منطقية».
وجاء الخطاب الذي نشر في دورية لانست الطبية بعدما أعلنت الحكومة البريطانية أنه سيتم إلغاء عدد من قيود مكافحة فيروس كورونا ابتداء من 19 الجاري.
وحذر العلماء من أن الزيادة المتسارعة للفيروس «من المرجح أن تستمر حتى يصاب ملايين آخرين بالفيروس، مما سيؤدي لمعاناة مئات الآلاف من المرض والعجز لفترة طويلة».
وأضاف الخطاب «هذه الاستراتيجية تخاطر بتنشئة جيل يعاني من مشاكل صحية مزمنة وعجز، ربما يستمر الشعور بتداعياتها الشخصية والاقتصادية طوال عقود».
وأشار إلى أن استمرار العمل بإجراءات مكافحة الفيروس أمر «مهم» لمنع تفشي الفيروس حتى يحصل عدد كاف من المواطنين على جرعتي لقاح فيروس كورونا.
إلــى ذلـــك، قـالـــت ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، إن القارة شهدت أسوأ أسبوع من حيث انتشار إصابات فيروس كورونا، حيث قفزت أعداد الحالات بنسبة 20% خلال الأيام الأخيرة، ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع.
ونقلت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء امس، عن مويتي قولها في اجتماع عبر الهاتف، إن هناك «بوادر للأمل» في أن تتحسن حملات إعطاء اللقاحات في القارة.
ومن جانبه، قال توليو دي أوليفيرا، مدير معهد «كريسب» للأبحاث، والمعني بالتسلسل الجيني في جنوب أفريقيا، إن سلالة «دلتا» شديدة العدوى، انتشرت في أنحاء القارة، وهي تسيطر حاليا على الكثير من المناطق.
وأعلن جون نكينغاسونغ، مدير مركز مكافحة الأمراض في أفريقيا، انه تم تطعيم 1.19% فقط من سكان أفريقيا بشكل كامل، وهي نسبة ضئيلة تثير قلق الخبراء مع اجتياح موجة ثالثة من الوباء للقارة. ويعزى الارتفاع الحالي في الإصابات إلى سلالة دلتا شديدة العدوى، والتي تم رصدها في 15 دولة أفريقية. وارتفع عدد الحالات لسبعة أسابيع متتالية منذ بدء الموجة الثالثة في مايو. وتم تسجيل أكثر من 251 ألف إصابة جديدة في القارة الأسبوع الماضي.