لا تقم قائمة أي أمة أو دولة من الدول إلا على أكتاف الشباب، فالشباب عماد أي مجتمع من المجتمعات في العالم ودعامته الأساسية، هم الأساس الواجب الاهتمام بهم بكل الوسائل المتاحة، وهم من يتوجب أن يكونوا تحت دائرة العمل المتواصلة في بناء تلك المجتمعات والأمم والدول، فلولا قوة الشباب وطاقاتهم المفعمة بالحيوية لما نهضت الأمم والحضارات، فبنيان المجتمع يحتاج في تشييده إلى سواعد قوية وفتية، وحين يقدم الكبار والشيوخ الرأي والنصيحة تجد الشباب يقدمون الطاقة والجهد والعمل فتكتمل أدوار كل جيل من الأجيال ضمن منظومة اجتماعية قوية تؤدي دورها على أكمل وجه.
ولمرحلة الشباب أهمية بالغة في المجتمع، إذ تتميز بأنها الفترة التي يكون فيها الجسم قوي البنية، بعد تخطي مرحلة الطفولة.
والشباب رجال الغد وبناة المستقبل، وعلى أساسهم تقوم تربية الأجيال الناشئة، وبالتالي فإن قيادة الأمة تعتمد عليهم في مختلف المجالات والشؤون، ويعتمد صلاح الأمة على صلاح شبابها، كونهم القوة المحركة للمجتمع، ونتمنى أن تنجح الهيئة العامة للشباب في تحقيق جميع آمال وطموحات شبابنا بجهود مدير عام الهيئة والعاملين فيها وبما يقدمونه من برامج وأنشطة تخدم أبناء وبنات الكويت.
ونضج بعض الشباب في أحيان كثيرة يكون غير مكتمل بشكل نهائي، حيث يتغير التفكير ويتبدل، فإذا كان توجيه الشباب للخير يقبله وينفع الله به، أما إذا كان للفساد فالدمار والهلاك مصيره، وتتميز مرحلة الشباب بالقدرة على العمل، والعطاء والسعي لتحقيق الأهداف، وبناء الذات والانطلاق.
وقد أعلى ديننا الإسلامي قيمة الشباب وأكدها، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان محاطا بكثير من الصحابة الشباب الذين حملوا على عاتقهم نشر رسالة الإسلام في ربوع المعمورة، وتجلت أهميتهم بتوجيهات النبوة ووردت كلمة الشباب في الخطاب النبوي بأحاديث تدل على الاهتمام بهذه الفئة، كما أن الإسلام وهو يضع كثيرا من الأحكام والتوجيهات فإنه ينظر دائما إلى طاقات الشباب وقواه الكامنة، ويضع السبل التي تعينهم على تسخيرها في الخير والمعروف وبما يعود عليهم بالفائدة في الدنيا والآخرة.
كما أن الشباب يتمتعون بالقوة والنشاط، حيث يستطيعون توظيف حواسهم وقدراتهم والانتفاع بها، ولأهمية هذه المرحلة، أن الله سبحانه وتعالى يجازي الناس يوم القيامة، ويجعل الشباب هم أهل الجنة الذين لا يهرمون ولا يشيبون أبدا، وكل هذا لسعادة الإنسان، كما أن راحة الحياة وسعادتها لا تكون إلا بالشباب، فهذه المرحلة يتمناها الصغير والكبير، ويبكي على رحيلها الشيوخ.
وختاماً نقول: إن آفاق ونظرة الشباب تكون مختلفة عن غيرها من شرائح وفئات المجتمع والاهتمام بهم يتوجب أن توليه الدولة أهمية قصوى وصولا لأفضل مستقبل لقادم الأيام.. والله الموفق.
[email protected]
Dr Essa Al Amiri