شريحة «المعاقين» شريحة غالية وعزيزة ووفية، تعيش بيننا ومعنا بكل أمور حياتنا، وما إعاقتهم إلا ابتلاء رباني، ليؤدي كل منهم دوره في هذه الدنيا ويعمل إلى إرضاء ربه.
وعلى الأصحاء أن يراعوا دمج هذه الشريحة، وألا يفوتهم دعم هذه الفئة لتتمكن من أداء دورها بأقرب الطرق المناسبة لإعاقتها القسرية، في ظل اقتناعها بما كتبه الله لها بكل قناعة، كما يجب التعامل مع هذه الحالات الخلقية بأخلاق عالية وطرق لطيفة تراعي حالتهم.
«يروي صديق لنا أنه دخل أحد محلات معارض الأقمشة وواجه شابا في المدخل كان جالسا خلف مكتب فاخر تغطي ابتسامته وجهه البشوش، فسأله صديقنا عن طلبه وهو نوع معين من الأقمشة، فأشار له موظف من المعرض بيده إلى مكان طلبه، فتوجه لأخذ حاجته، ولكونه من كبار السن وبعد جولته بالمعرض وتسلمه حاجته عاد للموظف الجالس خلف المكتب للنصح والإرشاد للباقة استقبال زبائن المعرض عامة وكبار السن خاصة من مثل هذا الشاب الوسيم وعدم تحركه من موقعه، وعند الاقتراب منه للجهة الجانبية كانت المفاجأة الصادمة، حيث لاحظه يجلس على كرسي متحرك ولا يمتلك ساقين كالآخرين للعيب الخلقي لتكامل جسمه!
استدار بوجهه بعد دموع عينيه كي لا يلاحظه المعاق، وانتظر حتى عاد لطبيعته بعد صدمته مما رآه، ثم اقترب من الشاب المعاق وقبل رأسه شاكرا جهوده، وداعيا له بالتوفيق في كل ما يعني مستقبله، وانصرف وهو يدعو له بالثبات والعفو من الخالق العظيم عما في ورد باله تجاه الشاب خلال الوهلة الأولى قبل توجهه لتسلم حاجته من هذا المعرض، وهذه الحالة تتضمن من الحكم الكثير لمثل هذه الحالات المتعددة المتنوعة مع الإعاقة، ودور مؤسساتنا الرسمية في دمج هذه الفئة مع الأسوياء لاستثمار طاقاتهم ورفع معنوياتهم، احتراما وإشفاقا على ظروفها، والله المستعان.