تحوُّل أحد الزملاء أو الأصدقاء من موقعه وقائمته إلى قائمة الأعداء أصبح من الأمور المعتادة البسيطة التي تتكرر بشكل كبير في أيامنا هذه. كان هذا التحول في الماضي يعتبر نادر الوجود وقليل الحصول.
يتكرر الآن بشكل دائم بل وأصبح من المتوقع، لا تبقى الناس على حالها، لم يعد الولاء للقيم والأخلاق، بل للمصلحة الشخصية، لا أنكر خروج أحدهم من قائمتي المميزة إلى أخرى، أمر محزن بل يثير الخوف والفزع.
لأنه يشعرك بعدم الطمأنينة والإحساس بعدم وجود أمان من الناحية الاجتماعية، وخوفك من الاستثمار مستقبلا في هذه العلاقات من ناحية الوقت والأولويات، لأن الأصدقاء بلا شك يأخذون جزءا ليس بالبسيط من وقتنا ويحتلون المراتب العلوية في أولوياتنا.
لكن الأسوأ دائما ليس الفقد بل التوقيت الذي يأتي به، يأتي في تلك اللحظة التي لا تتوقعها، اللحظة التي تحسبه فيها معك، ينقلب على عقبيه ويقلب حساباتك أنت أيضا، ويخرج من إحدى القوائم إلى أخرى، وأنت في وقتها تريد إخراجه من ذكرياتك كلها وتنسى أنك عرفت هذا العدو الذي انتهت صلاحية صورته التي لم يستطع أكثر الاحتفاظ والتمسك بها فسقطت وظهر لك العدو في حلته الجديدة.
لا أهلاً ولا سهلاً في قائمتك الجديدة، منزلك العفن الذي لن تخرج منه الآن مهما عملت، ابقَ ها هنا مع أشباهك. لكن في المقابل قائمة الأصدقاء لم تعد قائمة بعد الآن.
balhamar494@