قالت مؤسس شركة ايكوسيستم للاستشارات الإدارية والمستشارة في التنويع الاقتصادي د.هنادي المباركي، إن التطور العالمي السريع في منظومة الابتكار والذكاء الاصطناعي خلقت التنافس بين الدول العالمية لطرح المنتجات والخدمات لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يؤدي إلى رفع التصنيفات والمؤشرات القياسية للدول وكذلك الدفع بالنمو الاقتصادي.
وأضافت المباركي، في تصريح صحافي: «نرى اليوم الابتكار والذكاء الاصطناعي تصدى لجائحة فيروس كورونا، وأسهم في إنقاذ البشرية، حيث أطلقت الدول مخرجات الابتكار والذكاء الاصطناعي، مثل الروبوتات، والأدوات الصحية، والتوصل السريع إلى اللقاح لتقليل الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والصحية».
وبينت المباركي أن الذكاء الاصطناعي يعد الاختراع الذي يمكن أن يحاكي العقل البشري في نمط تفكيره وطريقة تحليله للأمور، كما يعتبر الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي وجهين لعملة واحدة فكلاهما يعملان معا من أجل الحصول على نتائج أفضل وأسرع، إذ إن الذكاء البشري يعمل على تشغيل الذكاء الاصطناعي بما يشمله من آلات وأنظمة وبرامج بطريقة توافر الوقت والجهد وتحسن من الأداء في كافة المجالات الاقتصادية والصحية والاجتماعية، ومن هنا نرى أن الروبوتات تقوم حاليا بالعمل جنبا إلى جنب مع الإنسان في مختلف جوانب الحياة مثل الطائرات المسيرة دون طيار في حين تم استخدامها لتقليل انتشار المرض خلال جائحة كورونا.
وأوضحت أن العلماء يعتبرون سنة 2018 بمنزلة التطور الكبير لتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، حتى أصبحت أداة رئيسية يتم استخدامها في قطاعات مختلفة على سبيل المثال، قطاع التعليم، والزراعة، والصناعة، والتجارة، والطيران، والملاحة البحرية والجوية»، لذلك أصبح الذكاء الاصطناعي جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ابتداء من استخدامه في العمليات البسيطة في المنازل والمكاتب إلى استخدامه في الصناعات الضخمة، وسرعة التنقل بين المدن وتجنب زحمة المرور، إضافة إلى إيجاد مساعدين افتراضيين لمساعدتنا في أداء المهام المختلفة ما أدى لتوفير الوقت والجهد.
وعددت المباركي إيجابيات الذكاء الاصطناعي، والمتمثلة بتقليل الأخطاء البشرية في تشخيص الأمراض بدقة، ووضوح المنهجية الثابتة المستخدمة من قبل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتحسين التعليم عبر استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر الهواتف، والنمو الاقتصادي وزيادة الانتاجية عبر منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي، والسرعة والاحترافية في أداء الأعمال ونقل المعلومات، كما أنه يمكن الوصول للحالة النفسية عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي بما يحاكي وينافس مشاعر البشر.
وذكرت المباركي أن هناك كذلك سلبيات للذكاء الاصطناعي، وتشمل جعل البشر كسالى بواسطة أتمتة تطبيقاته لغالبية العمل، تكاليف الذكاء الاصطناعي مرتفعة وبحاجة لتحديث البرامج والأنظمة والآلات، كما أنه يرفع نسب البطالة في الشركات عبر استبدال العاملين بالآلات والأنظمة الذكية، نقص الأفكار الخلاقة لحل المشاكل إذ إن الآلات تؤدي فقط المهام التي صممت لها وتقديم مخرجات غير ذات صلة عند طلب بيانات ليست مخزنة بها، إلى جانب أن الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى ضعف في روح الفريق في العمل والعلاقات الاجتماعية في بيئة العمل.