فجأة ودون أي مقدمات وبعد ما يقارب العام ونصف العام، قررت العديد من الوزارات العودة الى العمل بنسبة 100%!
أي جريمة يتم ارتكابها بهذه القرارات بحق الصحة النفسية للموظفين!
هل تم الاستعداد النفسي لهذه العودة؟ هل تم إعداد أي خطة للعودة، أم أننا حكومة ردات الفعل دون تخطيط مسبق؟ وننتظر حصول المآسي والآثار ثم نبدأ في البحث عن حلول لها؟
الحبس الانفرادي يعد من أشد وسائل التعذيب في السجون حتى ان الأمم المتحدة عام 2004 جرمته وتم منعه في العديد من الدول، وما حدث في عزلة كورونا والقرارات التي تم اتخاذها ليس على أسس علمية أو حتى إحصائية بل كانت عشوائية ومتخبطة، والدليل أن كثيرا منها كانت متعارضه مع بعضها بعضا.
أن تضع البشر في بيئة مغلقة ثم بيئة شبه مغلقة ويتم تقييد الحريات فيها تطبيقا للتدابير الاحترازية ومن ثم أجواء الخوف والرعب التي عاشها الجميع بلا استثناء، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية والضغوط التي تمت ممارستها، حيث تم وضع العلاقات العائلية والاجتماعية على صفيح ساخن في تطبيق التباعد الاجتماعي وفي التشكيك والهوس بمن نقل المرض لفلان أو علان ومن يمكن أن يكون تسبب في إصابتهم أو وفاتهم! هذا في مرحلة المرض والوباء ثم انتقلنا الى مرحلة التطعيم وممارسة التمييز العنصري ليس من باب الفئوية الطبقية بل من باب انت (مطعم والا مو مطعم)؟ أي لقاح وأي جرعة؟ وتكملها الحكومة بممارسة التمييز بقرارات مجحفة وتقييد الحريات لفئة غير المطعمين بمنعهم من السفر ودخولهم الى الأسواق.
لن أتحدث عن كافة المشاكل التي حصلت لمجتمعنا الصغير ولكن مشاكل نفسية واجتماعية كثيرة جدا جدا خلفتها كورونا على مجتمعنا الكويتي تم التضييق فيها بشكل مجحف وفي الفترة الأخيرة بالذات حين رأى الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي كيف أن العديد من البلدان المجاورة قد أعلنت عن شبه انتهاء عزلتها بمهرجانات وفرح يملأ أرجاءها، في حين أن عودة الحياة في الكويت كانت بلا خطة للعودة، بل على طريقة (افتح يا سمسم اغلق يا سمسم).
ما نحتاج اليه بشدة الآن هو أن نضع خـطة الـــعودة لكافة المجتمع، أن نعود للحياة باحتفال كبير بأننا على قيد الحياة، ان تتم الاستعانة بالأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والاعلام بكل أشكاله لوضع خطة نفسية إعلامية للعودة.
التضييق الشديد دون إيجاد حلول بديلة أو العودة السريعة دون مقدمات ستولد المزيد من الاحتقان ولن تنجح هذه الاستراتيجية الا في صناعة المزيد من الجرائم التي سنسمع عنها وستزيد من حالة الترويع لمجتمعنا، والأدهى والأمرّ أنها ستخلق أزمات نفسية شديدة سنظل نعاني منها لسنوات طويلة جدا.
www.berwaz.com.kw