لا تحدث مشكلة إلا ولها أسباب ومسبب، ولو تريث المتضرر منها لوجد العلاج الشافي الذي يسهم في حلها، فلو تمعنا في هذه القصة البسيطة لوجدنا أن الكثير يفكر بقلبه وليس عقله.. إذا أخذت 100 نملة سوداء و100 نملة حمراء ووضعتها في وعاء زجاجي فلن يحدث شيء، لكن إذا أخذت الوعاء وهززته بعنف وتركته على الطاولة، سيبدأ النمل في قتل بعضهم البعض.
يعتقد النمل الأحمر أن النمل الأسود هو العدو بينما يعتقد النمل الأسود أن النمل الأحمر هو العدو، ولكن العدو الحقيقي هو الشخص الذي هز الوعاء، وهذا ما نراه واقعا في المجتمع حيث يؤول السبب الى مظلوم أو ظروف خارجية دون التريث والتأني ومعرفة الحق، لذا قبل أن نختلف ونتخاصم يجب أن نسأل أنفسنا: من هز الوعاء؟
هناك عائلات تفرقت وأصبحت فرقاء، وهناك أصدقاء اختلفوا وأصبحوا أعداء، وهناك أزواح انفصلوا وفقدوا الوفاء، وهناك إخوة نفروا وتباعـــدوا عن بعضهم بعضاً.
كل هذا بسبب شخص هز الوعاء بالغيبة أو النميمة سواء لمصلحة شخصية تخصه أو كبت في قلبه أو مرض في نفسه يتملكه.
يقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) (6) الحجرات ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم، «التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة».
هنا لابد من البحث عن العلاج الشافي والتأني الكافي في اتخاذ القرار المناسب وتقديم المحبة والعلاقة الطيبة على نزعات النفس والشيطان فكم من شخص خسر الكثير بسبب الاستعجال في الحل!
[email protected]