تترقرق قلوبنا على أطفال الوافدين وهم يقفون على دوار ومنعطفات الشوارع وهم يفترشون الأرض الحارة لبيع بضع حبات الرقي (البطيخ) تحت هجير ظهرية الشمس المحرقة، استدرارا لعواطف الناس لشراء «الرقي»، وإن لم تكن لديهم رغبة!
ونفاجأ بسيدة كويتية حاصلة على شهادة جامعية في هندسة البترول تقف كذلك تحت لواهيب الشمس وهي تحمل طفلها الرضيع، لا لتستدر العواطف ولكن لتبث شكواها من البطالة وضيق العيش، وهي بنت الكويت التي ملأت دول العالم بسخائها المالي، تقف هذه المرأة متسائلة كيف تنفق على وليدها وأبوه أيضا المهندس البترولي عاطل عن العمل؟! لتكتفي الدولة لهم بالمساعدة المالية الزهيدة التي لا تغطي ربع إيجار السكن فقط! متسائلة أمام هذه الحالة المأساوية: هل يسرقون، أم يتسولون بذل في الطرقات!؟ حقا كذب من يقول إن الكويت لا تساوي أبناءها مع الوافدين في شظف العيش!
***
في يوم عرفة تنصب الوجوه ذللا إلى الله تعالى، وترفع الأيدي إلى السماء بقلوب منكسرة وعيون دامعة، وتلهج الألسن بروائع الدعاء، ومنها دعاء الإمام الحسين عليه السلام في هذا اليوم المشهود: «اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك، وأسعدني بتقواك، ولا تشقني بمعصيتك، وخر لي في قضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت، اللهم اجعل غناي في نفسى، واليقين في قلبي، والإخلاص في عملي، والنور في بصري، والبصيرة في ديني».
[email protected]